يسمونه “دانيال الإسباني” في المغرب، حيث أقام 8 سنوات في سادس أكبر مدينة بالمملكة، وهي “القنيطرة” عاصمة ولاية “الغرب شراردة بني حسين” البعيدة عند ساحل الأطلسي 40 كيلومتراً إلى الشمال عن العاصمة، الرباط، لكنه ليس من إسبانيا تماماً، بل عراقي ولد باسم صلاح الدين في 1950 بالبصرة، وفيها نشأ وترعرع وأصبح ضابطاً بالجيش، ثم “نقلوه” بعد غزو العراق إلى إسبانيا، حيث حصل على جنسيتها باسم مختلف: دانيال فينو غالفان. دانيال، أو صلاح الدين الذي جمعت “العربية.نت” ما تيسر عنه من معلومات من وسائل إعلام مغربية وفرنسية وإسبانية، وأهمها صحيفة “إل باييس” الشهيرة، اغتصب 11 طفلاً من إناث وذكور القنيطرة، أصغرهم عمره 3 وأكبرهم 15 عاماً، وقام حتى بتصويرهم بأشرطة فيديو عثرت عليها الشرطة الإسبانية في شقته، فاعتقلوه وحاكموه وأدانوه في أواخر 2011 بالسجن 30 سنة، وبتعويض كل ضحية بمبلغ 50 ألف درهم مغربي، أي تقريبا 6 آلاف دولار. فجأة حصل دانيال على عفو من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لمناسبة العام 14 لحلول “عيد العرش” الثلاثاء الماضي، ومعه حصل على العفو أيضا 47 إسبانيا كانوا بسجون المغرب، ممن تقدم الملك الإسباني خوان كارلوس، من نظيره المغربي بالتماس للعفو عنهم يوم زار المغرب الشهر الماضي.وكان للملك الإسباني ما أراد، فخرج دانيال بلا شروط “أي من دون دفع تعويض لضحاياه”، طبقاً لما قرأته “العربية.نت” مما ذكره المحامي المغربي حميد كرايري، المعروف لوسائل الإعلام في المملكة بأنه مدافع عن حقوق الإنسان عبر عضويته القيادية في “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، وبأنه محرك الدعوى القضائية ضد دانيال باسم من اغتصبهم.العفو الملكي المغربي عن مغتصب للأطفال أثار استغراباً لدى جمعيات حقوق الإنسان في معظم القارات، حتى في إسبانيا نفسها، بحسب ما أطلعت “العربية.نت” في وسائل إعلامها. أما في المغرب فاحتدمت على أثره ضجة متنوعة وغضب حمل المظاهرات والاحتجاجات إلى مواقع التواصل الاجتماعي والشوارع والساحات، خصوصاً يوم الجمعة الماضي.