تشهد محلات مدينة عنابة هذه الأيام بصفة ملحة و تزامنا مع فصل الصيف ظاهرة اقتناء ملابس السباحة للمحجبات هذه الظاهرة أخذت بالانتشار مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل و استئناف نشاط موسم الاصطياف هربا من حرارة الصيف وكما هو معروف فإن العائلات الجزائرية تقضي معظم عطلها في شواطئ البحر بعيدا عن حرارة الشمس الحارقة و الجو الخانق فليس هناك أفضل من البحر إن أردنا إنعاش و بعث الحيوية و النشاط فيها . الفتيات و السيدات هن أيضا لا يستطعن مقاومة إغراء مياه البحر لهذا تستسلم كل واحدة لهذا الإغراء كل حسب طريقتها فهناك من تختار السباحة دون إحراج بالملابس الخاصة بالبحر المايوه وهناك من تفضل الجلوس تحت المظلة و وضع القبعة على رأسها مكتفية بتتبع أطفالها و نوع آخر لا يستطعن السباحة بالمايوه خجلا و إصرارا على ستر العورة لكن ما لا يعرف البحر و سحره الذي يخذر النفوس فتراها تنزل بملابسها كاملة و بحجابها بعد مد وجزر لتستفيق بعدها على مشكلة أخرى و هي تبلل الملابس و ما جعل جسدها أكثر إثارة و تثير الانتباه. هل السباحة بالملابس حل عملي في استطلاع آخر ساعة لأراء بعض الفتيات المحجبات عن كون السباحة بالملابس كالبيجامة و غيرها لا يشكل عائقا للإستمتاع و اللهو في البحر منهن من تقول أنها تكتفي بالجلوس على الشاطئ فقط لأنها لم تجد حلا فيما يخص الرداء المناسب للسباحة ومنهن من تقول لا يهمني الأمرالمهم أني أسبح و أستمتع بوقتي و لا أبالي إن كانت ملابسي مناسبة للسباحة أو لا و اخريات يقلن أن أزواجهن لا يسمحن لهن بالنزول إلى البحر خوفا من أن يلاحظن هن العامة وهن يخرجن من الماء و ملابسهن يكون قد أصبحت شفافة و هكذا تكون السباحة بالملابس حل غير عملي بالنسبة لهؤلاء النسوة . الأنسب هو تخصيص شواطئ للنساء فقط أجمع البعض على ضرورة إنشاء شواطئ خاصة بالنساء المحجبات منهن و غير المحجبات على الطريقة المصرية و الخليجية اللتين كانتا السباقتين لمثل هذه الفكرة فعلى سبيل المثال في مصر يوجد شاطئ لافام و هو واحد من ثلاث شواطئ مخصصة للنساء فقط على ساحل البحر المتوسط الذي أفتتح سنة 2004 و الذي لاقى الكثير من الاستحسان فيما يخص المزايا التي يوفرها للمرأة المسلمة على غير العادة من خصوصية و السباحة و حمام و شمس دون القلق من أن ينظر لهن أي رجل قد يكون حلا مناسبا لظروف حياتنا خصوصا أن مدينة عنابة تزخر بشواطئ على طول سواحلها فلما لا يخصص شاطئ واحد على الأقل للنساء المحجبات و أخيرا المايوه الإسلامي رصدنا هذه الأيام في واجهات محلات مدينة عنابة الموضة الجديدة التي تربعت على عرش لوازم الاصطياف وهي ملابس السباحة الخاصة بالمحجبات . هذه الملابس يتراوح ثمن القطعة منها ما بين 4800إلى 8500دج و أرجع الباعة سبب غلاء الثمن إلى النوعية التي تتميز بها هذه الملابس و الدولة المستوردة منها على غرار تركيا و تونس اللتين تعتبران من أكثر الأسواق مبيعا في هذا المجال كما أن أكثر الماركات تداولا هي ‘'Ranuna” و Hisana ‘' “ التركية . في المقابل أدلت بعض الشابات عند سؤالنا لهن عن مدى رغبتهن في اقتنائها ،أجمعت بعضهن على أن هذه الموضة تضرب عصفورين بحجر واحد من جهة هي تناسب عقلية مجتمعنا من حيث السترة و الدين ومن جهة أخرى هي مواكبة للموضة الرائجة هذه الأيام ،فيما عبرت أخيريات عن سبب عدم شرائهن لهذه الملابس يعود إلى الأسعار المرتفعة لا غير . في الأخير الملابس المخصصة أساسا للنساء المسلمات و الراغبات في التمتع باللهو بين أمواج الشواطئ العامة مع الالتزام في ذات الوقت بتعاليم دين المرأة المسلمة ستر مفاتنها ،لذا المايوه الإسلامي أكثر الحلول العملية التي يمكن أن تعتمدها المرأة المسلمة غير أن الحاجز يكمن هذه المرة في ندرتها و ثمنها المرتفع .