أخيرا، أصبح بإمكان السيدات والفتيات المحجبات اللواتي يعشقن البحر، قضاء عطلتهن على الشاطئ في أحضان البحر، بعد أن توفر لباس خاص للسباحة يعرف باسم ''مايو حجاب'' له جملة من المميزات التي تؤمن للمحجبة السباحة بكل متعة ودون مشاكل. عندما علمت'' المساء'' بوجود ما يسمى ''مايو حجاب'' الذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة، أبت إلا أن تجري استطلاعا عن هذا النوع الجديد من ''المايوهات'' الذي جادت به أنامل المصميين في عالم الأزياء، لإعطاء المحجبة الفرصة للتمتع كغيرها من النسوة غير المحجبات بزرقة البحر ونعمة السباحة بين الأمواج، ومن بين المحلات التي تبيع هذا النوع من ''المايوهات'' في الجزائر العاصمة، ذلك المتواجد بشارع حسيبة بالعاصمة، وبمجرد أن وطأت أقدامنا المحل حتى وجدناه يعج بالزبائن من النسوة والرجال الباحثين عن ضالتهم، اقتربت''المساء'' من صاحب المحل السيد مصطفى مازوز، الذي حدثنا عن ''مايو'' المحجبات، قائلا ''كنت أول من ادخل هذا النوع من المايوهات الى الجزائر حيث ذهبت الى اندونيسيا لجلب بضاعة فوقع بصري على مايو في شكل حجاب ففكرت في تجريب استيراد هذا النوع من المايوهات لبيعه، خاصة واني أعلم بأن المحجبة في الجزائر تواجه صعوبة كبيرة في السباحة على الشاطئ بسبب غياب ثوب خاص بها يحفظ حشمتها ويؤمن لها سباحة ممتعة ومريحة، وبالفعل فبمجرد ان عرضته للبيع حتى وجدت عليه اقبالا منقطع النظير، بل أصبحت زبوناتنا من غير المحجبات يطلبنه للسباحة، لتجنب التعليقات التي يتعرضن لها بالشاطئ ويضيف المتحدث ''أؤكد لكم اني اليوم وبعد ثلاث سنوات في مجال بيع هذا النوع من المايوهات أصبح لدي زبائن من مختلف ربوع الوطن، إذ يأتوني من وهران، البليدة، قسنطينة، جيجل، والشلف لاقتنائها''. وعن العدد الذي يبيعه يوميا، كشف مصطفى أن نسبة 80 بالمئة من مبيعاته تمثل ''مايوهات'' المحجبات، وفي المقابل تقدر نسبة المبيعات من ''المايوهات'' العادية نسبة 20 بالمئة، أي ان ما يباع من ثياب السباحة الموجهة للسيدات المحجبات طغى على ''المايوهات'' الأخرى، وفيها مجموعة من المميزات فهي تؤمن للسيدة سباحة ممتعه منها انها تحمي جسمها من التعرض لأشعة الشمس كما انها مصنوعة من قماش ''الليكرا'' وبالتالي فهو لا يلتصق بالجسد عند الخروج من البحر، كما أنه يجف بسرعة، ناهيك عن أن الثوب يتألف من خمس قطع وهي الخمار والتبان والقميص والسروال، وعن الأثمان، يعلق المتحدث قائلا انها جد معقولة وتتراوح بين 2500 دج الى 3000 دج وذلك حسب لون اللباس ونوعية القماش. ''المايو'' يجنبنا مشاكل عديدة حدثتنا الآنسة زهية بائعة بالمحل عن هذا المايوه قائلة '' هذه السنة ستتمع المحجبات بالبحر، أقول هذا لأن الإقبال على طلب هذا النوع من المايوهات كبير جدا، والسبب ببساطة هو ان الفتيات والسيدات من المحجبات وحتى من غير المحجبات يرغبن عند الذهاب الى البحر ان يكن مرتاحات، وفي ظل الانتشار الواسع للهواتف النقالة المحملة بآلات التصوير، بات الكشف عن الجسد يشكل خطرا على كل سيدة، ومن أجل تجنب المتاعب والتعليقات ايضا''. واكتشفنا ان النسوة وعلى رأسهن المحجبات ارتحن كثيرا في هذا الثوب الخاص بالسباحة. من جهة أخرى يتوفر هذا الثوب بألوان مختلفة تلبي كل الأذواق، وعلى العموم انحصر الطلب هذه السنة على الألوان الفاتحة كالوردي والأزرق والأصفر المزركش. وبالنسبة لي شخصيا وبحكم اني اتصل بالزبونات من شرائح عمرية مختلفة، تيقنت ان هذا النوع من الأثواب وجدت فيه النسوة متنفسا، خاصة منهن المتزوجات والنساء الحوامل''. ونحن ندردش مع البائعة زهية طلب احد الزبائن وهو السيد عبد المالك فؤاد موظف ببنك من البائعة ثوب سباحة موجه للمحجات، فاقتربت ''المساء'' منه وسألته عن رأيه فقال '' أنا متعود على الذهاب رفقة زوجتي وأبنائي الى البحر وفي كل مرة تطرح زوجتي السؤال حول الثوب الذي تسبح به، بل تمتنع عن الدخول الى البحر لعدم وجود لباس عملي للسباحة، اذ كانت دوما ترغب في السباحة ولكن على ان تظل مستورة وبالتالي فمايو حجاب في رأيي أحسن حل للمحجبة حتى تستمع بحلاوة البحر''. إزالة العقدة لغير المتعودات على البحر وتعتبر النسوة المحجبات أن ''مايو حجاب'' أحسن فكرة جادت بها أنامل المصممين في عالم الأزياء، ومن هن الآنسة مريم طالبة في قسم العلوم الاقتصادية، التي قالت لنا انها كانت متعودة على السباحة بملابسها، إلا أنه بمجرد ان وقع بصرها عليه وهي متواجدة ببحر'' تارقة'' بعين تيموشنت، حيث وجدت بعض النسوة يرتدينه حتى دفعها الفضول إلى السؤال عن المكان الذي يباع فيه لتشتري منه، بالمقابل، بعض النسوة كن لا يفكرن مطلقا في زيارة البحر في العطل الصيفية لأن الذهاب الى البحر من غير سباحة يجلب لهن التعب والإرهاق فقط، وأزال دخول ''مايو حجاب'' الى الأسواق عقدة البحر بالنسبة للكثيرات، فهذه السيدة نوال متزوجة وأم لبنتين تقول انها منذ ان ارتدت الحجاب لم تزر البحر، وبالتالي فلباس السباحة الموجه للمحجبة جاء في وقته كونه لباسا عمليا مريحا ويحفظ للمرأة المحجبة كرامتها، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند السيدة نادية حسين طبيبة بباب الوادي كانت بصدد دفع ثمن مايو حجاب، حيث قالت ان المرأة المحجبة تعاني كثيرا عند الدخول الى البحر كون الفستان الذي يمكن ان تسبح به يرفعه ماء البحر عاليا كما ان الخمار قد يجرفه الماء، ناهيك عن كونه لا يجف بسرعة ويظهر جسد المرأة عند الخروج من الماء لأن اللباس يلتصق بالجسم، هذا دون الحديث عن الرمل الذي يظل عالقا بالثوب، كل هذه المتاعب تختفي عند ارتداء السيدة للثوب الخاص بالبحر والموجه خصيصا للمحجبة.