تروي السيدة “ خروفة منصور بوناب” أرملة “ساحلي” القاطنة ببلدية بني و لبان تفاصيل مؤلمة عن فقدان بكرها الذي لم تشبع من رائحته و لا ملامحه ، بعدما شاهدته قطعة لحم تخرج من بطنها و بعد ثلاثة أيام و حينما كانت تسعى لمغادرة مستشفى قسنطينة مرفقة بوليدها أعلمت أن ابنها غير موجود ، بح صوتها الباحث عن ابن بطنها و جفت دموعها و اختنقت تحت تفسيرات غريبة و متعددة من بعض العاملين ، فمرة يخبرونها أنه توفي ، و أخرى اختفى و لا يجدونه ، و حينما طالبت برؤية الجثة لفتها علامات الاستفهام و لم تجد الصبي الذي أطلقت عليه اسم “عمار” لا رضيعا يتنفس و لا جثة تودعها قبل العودة لمسكنها الكائن ببلدية بني و لبان بولاية سكيكدة. عاشت الأم المفجوعة لغياب ابنها 54سنة عمر الفراق و الدموع و كثرة التساؤلات حول مصيره ، تنتظر عودته لتكتحل عيناها برؤيته و تحضنه و تمسح على رأسه عذاب السنوات و حرقة الانتظار ، و لم تصدق يوما أنه توفي بل رجحت امكانية سرقته من طرف احدى القابلات سواء لتربيه بنفسها أو احدى قريباتها أو قامت ببيعها لعائلة يئست في الحصول على مولود من صلبها ، و يبدو أن الأشهر الأخيرة حملت لها بشرى ، ستجعل النوم الذي جافاها يعشقها مجددا بعدما وصلتها معلومات عن وجوده حيا يرزق ، تكفلت عائلة بتربيته و حاليا متزوج و أب لمجموعة من الأطفال ، يبحث عن عائلته بعدما علم أنه متبنى ، لكن الجهات التي بشرتها لم تحدد بالضبط مكان تواجده فقط سمعت عن طريق أناس أن رجلا يبحث عن عائلته الموجودة بإحدى مناطق ولاية سكيكدة ، وروى نفس التفاصيل التي روتها والدته عن اختفائه ، بداية من مستشفى قسنطينة لغاية اخباره الحقيقة من طرف أناس عاش معهم لسنوات معتقدا أنهم عائلته الحقيقية.و تسعى السيدة “ خروفة منصور بوناب” إلى الوصول لابنها من خلال “أخر ساعة” ليعرف أنه بالقلب و الروح ، و أنها تنتظر عودته و لن تدخر جهدا في سبيل اعادته لأحضانها لتطوقه هذه المرة بقوة و تمنع حتى نسمات الهواء من الوصول إليه ، لأنه القلب المفجوع و الروح الغائبة منذ 54سنة. الرضيع المختطف أطلقت عليه والدته اسم “ساحلي عمار” يبلغ حاليا من العمر 54سنة.