بدأت الأوضاع ببلدية فلفلة تتخذ صورة قاتمة و خطيرة جراء استمرار غلق مداخل و مخارج البلدية لأربعة أيام كاملة ، مع تطور أساليب الاحتجاج لأمور خطيرة بتسجيل خمس محاولات انتحار ، و ظهور بوادر أزمة إنسانية بنفاد المواد الغذائية خاصة الفرينة المستعملة لصناعة الخبز و شح الحليب ولليوم الخامس وابتداء من ساعات الفجر واصل سكان حي لعرايس القصديري غلق جميع الطرقات المؤدية لبلدية فلفلة البعيدة عن عاصمة الولاية بحوالي 16كلم، وأضافوا اختلافا عن الأيام الماضية العجلات المطاطية التي أشعلوها لتتحول لكرات من اللهب غطت المنطقة بسحب سوداء ورائحة البلاستيك المحترق ما زاد من قتامة الأوضاع، التي شهدت تطورا غير متوقع بإقدام خمسة أشخاص على محاولة الانتحار أمام مقر البلدية ، حيث رشوا أجسادهم بالبنزين و حاولوا إشعال النار فيها لولا تدخل باقي المحتجين الذين منعوهم بصعوبة ، كما سجل بفلفلة –حسب اتصالات مع بعض السكان لعجزنا عن الدخول للمنطقة المغلقة – نقص كبير بالمواد الغذائية خاصة الحليب و الخبز بسبب منع التجار من الخروج لإحضار السلع و منع الموردين من الدخول للبلدية. فلفلة.. كارثة إنسانية تلوح بالأفق سمح المحتجون أول أيام الاحتجاج للسكان الذين تمكنوا صباحا من الخروج بالدخول مساء لمساكنهم قبل أن يحكموا اغلاق المداخل و المخارج بإحكام طيلة الأيام الثلاثة المتتالية، ما جعل المواطنون يعتمدون على السلع الموجودة بالمحلات، الأخيرة بدأت تنفد خاصة الخضر والفواكه والمعلبات وباقي المواد الغذائية، وطال النقص الخبز والحليب حيث اشتكى أصحاب المخابز شح الفرينة المستعملة بصناعة الخبز وتوقعوا انتهاء المخزون بأيام قليلة ما يجعل المنطقة مهددة بالجوع خاصة و أن مخزون السميد بالمحلات أوشك على الانتهاء ، و بالنسبة للحليب فلم تدخل شاحنات حليب الأكياس من ثاني أيام الاحتجاج ، ليلجأ السكان لحليب العلب و حاله كباقي المواد الغذائية المشرفة على الانتهاء ، هذه التطورات تجعل فلفلة مهددة بأزمة جوع سيما و أن المحتجين يرفضون التفاوض و فتح الطرقات لغاية تحقيق مطالبهم. صمت للمسؤولين، و فض الاحتجاج من طرف الأمن غير وارد التزمت السلطات بسكيكدة صمتا محيرا ، دفع بالرأي العام إلى طرح مئات علامات الاستفهام عن حقيقة الوضع ، و عدم الاستجابة لمطالب المحتجين المطالبين بإلغاء القائمة لوجود تجاوزات بها و إعطاء الأولوية لهم بالنظر لمعاناتهم الطويلة حيث يقطنون بالقصدير لأكثر من 15سنة و يجاورون محطة للغاز تهدد حياتهم كل لحظة ، كما أن عدم تفكير الجهات الأمنية بفض الاحتجاج محير أيضا ليس و كأننا نؤيد العنف او اعتقال المحتجين و لكن القانون يؤكد أن الطريق ملك للجميع و غلقها أمام الطلبة و العمال و الموظفين طيلة هذه المدة أضحى غير مقبول ، مع العلم أن اعطاء الاهتمام لمطالب السكان قادر على حل الأزمة خاصة و أنهم يطالبون بتوضيحات عن 168مسكنا التي يروج أنها وزعت لجهات يقول سكان حي لعرايس أنهم لا يستحقونها مقارنة بهم. الإشاعات تهدد بحرق لبلاطان والمسؤولون خارج مجال التغطية ذكرت جهات أن قائمة168مسكنا الموجودة بالبلاطان(فلفلة)لم يتم توزيعها و لم تنشر قائمة المستفيدين منها، وسبب الاحتجاج اشاعات روجها بعض الأشخاص ادعوا قربهم من المسؤولين أخبروا السكان أن أسماءهم لم ترد بقائمة المستفيدين و أن فلان و علان استفادوا منها و فلان يقطن بعاصمة الولاية و علان يسكن بحي أخر و معاناته مع السكن جديدة، ما جعل الغضب يسكن مواطني حي لعرايس ليخرجوا للشارع أربعة أيام ويقومون بعزل البلدية عن العالم و توقيف الحياة بها ، لكن إن كانت المعلومة صحيحة فلماذا لم يقم أي مسؤول بإعلام السكان أن السكنات لم توزع، لماذا الصمت الذي غذى الأزمة وجعل البلدية مهددة بالثورة والاحتراف في كل لحظة، وإن كانت القائمة قد وضعت وكانت أولية فلماذا لا يتم اعادة النظر فيها –وهو مطلب السكان- واعطاء الحقوق لأصحابها، لاسيما في حال وجود تجاوزات واستفادة من لا حق لهم . ما يحدث بفلفلة حسب الكثير من المصادر مخطط له ، حيث استفز السكان بقضية السكنات بهدف اخراجهم للشارع ، لأنه لو لم يكن الأمر هكذا لم استمر الاحتجاج لأربعة أيام و بشكل غير مسبوق بولاية سكيكدة ، التي حاولنا ألاف المرات الاتصال بمسؤوليها على مستوى البلدية و الدائرة لكنهم خارج مجال التغطية. للإشارة وردت معلومات عن سعي بعض الأفراد الانتحار شنقا بالراية الوطنية لكننا لم نتمكن من تأكيدها.