أكدت الإحصائيات الأخيرة إلى أن مرض « الزهايمر» أصبح بالفعل مشكلة للصحة العمومية وله رهاناته الاجتماعية الاقتصادية الكبيرة في البلدان حيث يتضاعف الأمل في الحياة كما هو الحال في الجزائر ويحتم ذلك ضرورة التشخيص المبكر والمتابعة الطبية والنفسية والاجتماعية المنتظمة للمريض. ويعتبر خلل الذاكرة أبرز وأكثر أعراض هذا المرض ظهورا في بدايات الإصابة وهو ما قد يمكن كشفه من طرف محيط المريض الأمر الذي يمكن الطبيب المعالج لتعطيل تطور المرض ومساعدة المريض على التعايش مع حاله وأكد أطباء مختصون بمستشفى قسنطينة بأن التشخيص المبكر هو الوسيلة الوحيدة لكبح تطور مرض الزهايمر وتفادي مضاعفاته التي قد تؤدي إلى الجنون كما أكد الأستاذ عبد المجيد حمري الطبيب الرئيسي لمصلحة طب الأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي لقسنطينة، كما شدد هذا المختص على أهمية استشارة الطبيب منذ ظهور الأعراض الأولى لهذا المرض الذي يصيب الأشخاص المسنين، كما أن العلماء حتى الآن لم يحددوا تماما ما الذي يسبب مرض الزهايمر، و ربما لا يكون هناك سبب واحد ، ولكن العديد من العوامل التي تؤثر على كل شخص بشكل مختلف، لكن العمر هو أهم عامل الخطر المعروفة لمرض الزهايمر، حيث أن عدد المصابين بهذا المرض يتضاعف كل 5 سنوات بعد سن 65 عاما، وتكتسي متابعة ومرافقة المرضى المصابين بداء الأعصاب والنسيج الدماغي والذي يصيب الوظائف العقلية ولاسيما منها الذاكرة كما حدده سنة 1906 طبيب الأمراض العقلية الألماني أولوا ألزهيمر»أهمية أولية من أجل مساعدة المريض في التعايش مع مرضه بدون الغوص في التوحد والعزلة التي قد تؤدي به إلى الجنون، وتعمل بالمركز الاستشفائي الجامعي لقسنطينة خلية متابعة طبية ونفسية للمرضى منذ 3 سنوات على التكفل بالأشخاص المصابين بهذا الداء الذي شمل نحو 26 مليون نسمة في العالم سنة 2005 ، وقد يصيب 4 أضعاف هذا العدد سنة 2050 حسب دراسات عالمية، أما في الجزائر فإن نحو 100 ألف شخص مصابون بمرض الزهايمر حسب إحصاء حديث، وفي نفس السياق فإن العلماء أكدوا أن بعض عوامل الخطر لأمراض القلب والسكتة الدماغية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم ، وانخفاض مستويات حمض الفوليك من فيتامين قد يزيد أيضا من مخاطر مرض الزهايمر، كما أن الأنشطة البدنية والعقلية والاجتماعية قد تقي من مرض الزهايمر، وشرح بعض الاخصائيين بأنه لا توجد علاجات لمرض الزهايمر ، ولكن الناس يمكن أن تتخذ بعض الخطوات التي قد تقلل من مخاطره على غرار خفض نسبة الكوليسترول ومستويات الحمض الاميني ، وخفض ارتفاع مستويات ضغط الدم، السيطرة على مرض السكري، ممارسة الرياضة بشكل منتظم، المشاركة في الأنشطة التي تحفز العقل، وإتباع نظام غذائي صحي هو المهم.