احتضنت أمس قاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي عرض "إسكوريال " للفرقة المسرحية لتمنراست عن نص الكاتب المبدع البلجيكي ميشال غيلدورو وهي ثمرة الورشة التكوينية التي أشرف عليها المخرج الفرنسي إيفان في إطار تدعيم التعاون بين المسرح الوطني الجزائري ومسرح لانش بمرسيليا وتأطير المواهب المسرحية الشابة بالجنوب الجزائري . العمل المسرحي المندرج ضمن الطبعة الإفريقية لمهرجان الجزائر الدولي أستطاع أن يبرز القدرات المسرحية الشابة التي يكتنزها الجنوب بكل ما يحمله من إمتداد للبعد الإفريقي للهوية الوطنية حيث نجح مجموعة الممثلين في لبس النص والإبحار في عوالم النص المسرحي الذي كتبه المبدع البلجيكي ميشال غيلدورو في الخمسينات من القرن الماضي وأمسك عبره وبذكاء نادر خيوط اللعبة الإنسانية في تعدد أوجهها السياسية والوجودية حيث يطفوا الشك على اليقين في ليلة بقصر "إسكوريال " الذي يعني "الصراع " أين يعيش الملك لحظات سطوته الأخيرة وتتحول قوته إلى ضعف وريبة بعد أن قتل الملكة بالسم لأن الشك تسلل إلى قلبه كونها تخونه مع المهرج وهو من أقرب المقربين المؤامرة التي إشتم رائحتها أدخلته في دوامة من التناقضات الداخلية والخوف الدائم ممن يحيطون به وإن تجاوز المخرج ومصمم العرض روح النص الأصلي وضبابية المعنى ،كما يحمل نباح الكلاب والأجراس دلالات عديدة كما إستعان وفي محاولة منه ليعطي الصبغة الأفريقانية للنص على تقنية الحكواتي وتوظيف التراث الشعري الشعبي والحلقة، وغاص الجمهور الذي توزع بين الجزائريين والأفارقة من مختلف الفرق المشاركة في عرس المسرح الإفريقي بالجزائر وعبر فصل واحد لمدة 45 دقيقة إلى طقوس التراث الجزائري عبر الأهازيج والرقصات الجماعية وبلباس إفريقي في حلقات توحي بعمق الروح الإفريقية وامتدادها في الجزائر تناول العمل الموشوم برمزية غائرة وبدلالات سياسية إشكالية الصراع بين الخير والشر، والنزاع حول السلطة، وجسد هذا العمل الذي يمثل ثمرة الورشة التكوينية التي أدارها المخرج أيفان روموف، نخبة من أبناء تمنراست وهم قوميش بوزيد،بن عبد الواحد ناجم ،عزوز عبد القادر ،صادقي أحمد ،ولاد ليشير صالح ، داخمي عبد الرحمان ،بعيرة عبد الرحمان ،بيوش صليحة ،باعلي وهيبة ،ندياي نداي أرام ، بن محمد محيي الدين نسرين وإن تجاوز المخرج برؤيته الدرامية الجديدة عناصر اللعبة المسرحية التقليدية حيث تنازل عن الديكور والموسيقى والسينوغرافيا غير أن الأهم في كل هذا حسبه هو تحقيق فرقة متوحدة ومتناغمة والرهان هو تحقيق الفرجة بأبسط العناصر وعدم المغالاة .