أجمع قادة الدول المشاركون في القمة ال 15 لحركة عدم الانحياز بشرم الشيخ المصرية على ضرورة تبني نظام مالي اقتصادي عالمي جديد، يكون أكثر عدلا وإنصافا للشعوب، معتبرين أن الأزمة المالية العالمية التي نتجت عن لا عقلانية الأنظمة الغربية تهدد تحقيق بلدان العالم الثالث لأهداف الألفية الإنمائية، وهو ما يحتم على البلدان المهيمنة على الاقتصاد العالمي إشراك بقية الدول في قراراتها الاقتصادية والسياسية. مبعوثتنا إلى شرم الشيخ: سهام مسيعد رؤساء الدول وبعض المنظمات الذين تحدثوا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة صبيحة أمس، تطابقت رؤيتهم إلى أن بلدان العالم الثالث تقف اليوم في مواجهة تحديات وأخطار كثيرة تأتي من الخارج، خاصة وأن عالم اليوم يشهد تراجعا كبيرا للحواجز والحدود، وكان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الذي سلم رئاسة الحركة للرئيس المصري حسني مبارك، بعد أن ترأستها بلاده لمدة 3 سنوات، أول المتدخلين، حيث دعا في مداخلته إلى إقامة نظام مالي واقتصادي دولي جديد أكثر عدلا، ذلك أن الأزمة المالية العالمية التي كانت البلدان النامية أكثر المتضررين منها كانت دول الشمال مصدرها الأساسي ولا يمكن لهذه الأخيرة أن تقف اليوم موقف المتفرج. وأضاف كاسترو أن النظام المالي الجديد المقترح يقوم على أساس المشاركة الفعلية لجميع دول العالم، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية لا يمكن أن تحل بحلول تجميلية تهدف إلى الحفاظ على النظام الاقتصادي القائم حاليا على الرغم من أنه يفتقر إلى العدل والمساواة بين الدول، ويكمن حل هذه الأزمة في نظر كاسترو بأن يتم إعادة هيكلة النظام المالي والنقدي الدوليين. وانتهج الرئيس المصري حسني مبارك، نفس منهج الرئيس الكوبي عندما ألح على ضرورة أن ينأى النظام المالي والاقتصادي الدولي الجديد عن الانتقائية والازدواجية في المعايير بأن يعمل على إرساء ديمقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامي في المنظمات الدولية ومؤسسات التمويل وآليات صنع القرار في العالم، وبعد أن أوضح حجم التحديات التي تواجهها البلدان النامية، ركز الرئيس المصري على ضرورة تعزيز تعاون جنوب جنوب وتكريس الحوار مع بلدان الشمال. من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هيئة الأممالمتحدة تعول على حركة عدم الانحياز في التصدي لتحديات العصر التي تأتي على رأسها التنمية والعدالة الاجتماعية، إلى جانب وجود تهديد أسلحة الدمار الشامل والتغير المناخي، معترفا من جهة أخرى، بوجود مؤشرات مثيرة للقلق عن تزايد القومية الاقتصادية، كما استنكر أن تتحمل دول العالم الثالث وحدها تداعيات الأزمة المالية العالمية، وكان القائد الليبي معمر القذافي أكثر حماسة عندما انتقد بشدة هيئة الأممالمتحدة التي قال إنها تنحاز إلى دول معينة على حساب دول أخرى في وقت ينبغي فيه أن تكون برلمانا للعالم داعيا إلى خلق مجلس أمن وسلم على مستوى حركة عدم الانحياز يكون بمثابة بديل لمجلس الأمن الدولي الذي يقمع أصوات بعض الدول ويستغل كسلاح في يد دول أخرى، وقال القذافي في هذا الصدد نحن الأغلبية الساحقة في الأممالمتحدة، إلا أن مجلس الأمن لا يمثلنا فهو محتكر من أصحاب المقاعد الدائمة ويقع تحت سيطرة إحدى القوى الكبرى في مجلس الأمن. أما الجلسة المسائية من اليوم الأول لهذه القمة فقد خصصت للنقاش العام، وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أول المتدخلين، حيث حيا في كلمته موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكيةالجديدة القاضي بإنشاء دولتين منفصلتين وتوقيف الاستيطان الإسرائيلي، مشيرا إلى ضرورة العمل من أجل إنهاء حالة الانقسام التي تؤثر على مسار القضية الفلسطينية شاكرا مساعي مصر في ذلك. وتتواصل اليوم أشغال قمة حركة عدم الانحياز لتختتم مساءا ببيان أطلق عليه سلفا إعلان شرم الشيخ.