أكد الطيب الهواري الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء في حوار ل »صوت الأحرار«، أن أسرة الشهيد بالرغم من مرور 5 عقود من استرجاع حرية الجزائر ستبقى الدرع الحصين للحفاظ على رسالة نوفمبر وحماية الذاكرة الوطنية، باعتبارها جسر تواصل بين جيل نوفمبر وجيل الاستقلال، مضيفا أنه يستلزم علينا الآن أن نضع قراءة متأنية وموضوعية لتحضير مستقبل هذه الفئة وفق تطلعات جديدة وواقع جديد يختلف عن سابقه، باعتبار أن هذه التطلعات تتجسد في أن أسرة الشهيد تنظر في أن العناية الصحية والقوانين الجديدة ستسمح لها بالمساهمة في الاستثمار وتنمية الاقتصاد الوطني إلى جانب حماية الذاكرة الوطنية. بعد 50 سنة من الاستقلال كيف ترون وضعية أسرة الشهيد اليوم؟ إن العيب اليوم يكمن في أن 50 سنة بعد الاستقلال يفرض أن تكون أسرة الشهيد في حالة استقرار وتكامل باعتبارها القاعدة الأساسية التي تمر عليها كل التطلعات المستقبلية، وكما نسجل اليوم استمرار تدهور الوضعية الاجتماعية لفئة معتبرة من أفراد أسرة الشهيد، رغم صدور تعليمة من رئيس الجمهورية يطلب فيها من كل الولاة والمسؤولين المحليين، التكفل العاجل بكل المطالب الاجتماعية لعائلة الشهيد، لكن تبقى مهمتنا اليوم أن نحمل رسالة نوفمبر اليوم فهي من مسؤولية أسرة الشهيد والتي تربط جيل نوفمبر بشباب اليوم، ومن واجبنا أن نبقى الذرع الحصين لبقاء هذه الرسالة رائدة وقوية ومتمسكة بوحدة الوطن والشعب حفاظا على البلاد والذاكرة التاريخية.
هل ترون أن قانون المجاهد والشهيد قد أنصف الأسرة الثورية؟ اليوم تحل علينا خمسينية عيد الاستقلال والجزائر تعرف على العموم تحولات كبرى على كافة المستويات، حيث نسجل أن هناك قفزات نوعية تحققت في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أما فيما يتعلق بأسرة الشهيد، نتأسف لعدم تطبيق بعض قوانين الجمهورية الخاصة بهم بسبب تماطل بعض المسؤولين، مشيرا إلى أن هناك سلبية في تطبيق القوانين خاصة وأن قانون المجاهد والشهيد صدر في عام 1999 لم يتم تطبيقه إلا في سنة 2007، حيث أن القوانين المتعلّقة بأبناء الشهداء لم تدخل بعد حيز التنفيذ رغم أن رئيس الجمهورية أمر كتابيا مجلس الوزراء في 16 جوان 2007 بتطبيق كل القوانين المتعلقة بهذه الفئة. كما أتساءل اليوم عن أسباب عدم تنفيذ أحكام قانون المجاهد والشهيد وباقي التدابير التي اتخذت لفائدة أبناء الشهداء، بالرغم من أن تلك القوانين مضى على صدورها 13 سنة، حيث أن مؤسسات إدارية هي المتسببة في هذه الوضعية، كما أنه يستلزم علينا اليوم أن نضع قراءة متأنية وموضوعية لتحضير المستقبل وفق تطلعات جديدة وواقع جديد يختلف عن سابقه، باعتبار أن هذه التطلعات تتجسد في أن أسرة الشهيد تنظر في أن العناية الصحية والقوانين ستسمح لها بالمساهمة في الاستثمار وتنمية الاقتصاد الوطني إلى جانب حماية الذاكرة الوطنية، كما أضيف أن كل هذه الأمور تحتاج اليوم إلى ترسانة قوية من القوانين من خلال إعادة النظر في قانون المجاهد والشهيد وتكييفه وفق تطلعات جديدة من خلال مساهمتنا في تحضير هذه القوانين وكتابها وصياغتها. وفي هذا الصدد فإن المنظمة تطالب البرلمان الجديد بمراجعة قانون المجاهد والشهيد، ولقد رصدنا جملة مطالب استعجالية ينبغي التكفل بها من طرف السلطات في إطار الاحتفالات الرسمية بالذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر، كما أن هذه المطالب نابعة من تجربة أسرة الشهيد، التي يبلغ معدل أعمارها اليوم مابين 50 إلى 75 سنة.
رغم مرور 5 عقود من الاستقلال لم تعتذر فرنسا عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر، وهناك من يرى أن مطالبة الجزائر في هذا الشأن تبدو محتشمة. ما تعليقكم ؟ إن منظمة أبناء الشهداء ومنذ سنة 1990 أرسلت باقتراحها إلى مجلس الشعبي الوطني والمتعلق بمبادرة تجريم الاستعمار وملاحقة فرنسا من جميع الجوانب لا سيما على تفجيراتها النووية بالصحراء الجزائرية، والذي تبناه مجموعة من نواب يترأسهم الشيخ شكوي نائب ولاية تبسة آنذاك أي في عهدة 1987-1991، ومنذ ذلك التاريخ والمنظمة تتابع هذا الملف بدقة عن طريق نوابها في البرلمان وتؤكد على سن قوانين في هذا الإطار، فمسألة تجريم الاستعمار لا تخص فئة خاصة أو حزب ما وإنما يخص الدولة والشعب بالخصوص وبهذا من الضروري إصدار قانون تجريم الاستعمار من طرف الحكومة، وجعل منه قانون للدولة الجزائرية وليس قانون حزب أو أية جهة أخرى.
ما دور منظمتكم في الحفاظ على الذاكرة الوطنية ؟ نحن ندعو اليوم إلى تنصيب المجلس الأعلى لحماية الذاكرة، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى ال50 لاستقلال الجزائر، والتي تعد فرصة سانحة لتنصيب هذا المجلس المنصوص عليه في المادة 64 من قانون المجاهد والشهيد، والمادة 62 من دستور البلاد، كما أدعوا الجهات المشرفة على الاحتفالات الرسمية بخمسينية الاستقلال، إلى تحمل مسؤولياتها في تنقيح ومراقبة المادة التاريخية والعلمية التي يجري تحضيرها بالمناسبة.
في اعتقادكم ألا ترون أن السلطات تأخرت نوعا في توثيق وتسجيل وقائع الثورة وكتابة التاريخ ؟ إن كتابة التاريخ من مسؤولية الجميع ولقد حان الوقت لنحمل الناس بتوثيق الشهادات بالدليل حتى نبعد شباب اليوم من التشكيك في شرعية الثورة والدخول في انزلاقات ومتاهات ومسائل أللأخلاقية، وعلى الدولة أن توفر الإمكانيات اللازمة لذلك، فنحن نسجل اليوم وجود تداخلات بخصوص تدوين التاريخ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بترجمة بعض الكتب والوثائق القادمة من الخارج مثلما حصل مع بعض الكتب التي استلمتها الجزائر من فرنسا ومراجع أخرى قادمة من تركيا وتتعلق بالحقبة العثمانية في الجزائر، حيث نجد صعوبات بشأن ضبط المادة التاريخية الموجهة للنشر في مختلف النشريات الوطنية والمحلية والجاري تحضيرها في إطار الاحتفالات الرسمية بخمسينية الاستقلال.
ما هو برنامجكم الخاص بالذكرى ال 50 لعيدي الاستقلال والشباب 2012-2013 ؟ هو برنامج ثري وشعارنا هذه السنة هو »عيد الجزائر «، ويضم برنامجنا الخاص بذكرى احتفال ال 50 لعيدي الإستقلال والشباب الذي سيشمل جميع ولايات الوطن، عدة محاور تاريخية وثقافية وإعلامية إلى جانب تنظيم معارض ونشاطات رياضية وعدة تكريمات لأساتذة باحثين في مجال تاريخ الثورة التحريرية وانجاز مفكرة الذكرى الخمسين. وفيما يتعلق بالجانب التاريخي والثقافي سيتم تنظيم ندوات حول رموز الثورة والشهداء والشخصيات التاريخية التي تركت بصماتها في المقاومة والحركة الوطنية وهذا عبر الجامعات والثانويات، كما سيتم تنظيم مسابقات حول المقاومة الوطنية والثورة التحريرية بالتنسيق مع مديريات التربية عبر الولايات، إضافة إلى تنظيم ندوة حول المسار السياسي والدبلوماسي الإعلامي للثورة الجزائرية من 54 إلى 62، إلى جانب ندوات أخرى حول دور المرأة أثناء الثورة، ودائما في هذا الإطار قامت منظمة أبناء الشهداء بتنظيم أيام دراسية من بينها رسالة الشهيد من خلال بيان أول 54 ودور الطلبة الجزائريين أثناء الثورة لتضاف إليه انجازات هامة مثل انجاز قاموس من طرف المنظمة خاص بمراكز التعذيب والاستنطاق والسجون والمعتقلات والمحتشدات إبان الثورة أضف إلى ذلك انجاز موسوعة خاصة بمراكز أبناء الشهداء وغيرها من الملتقيات الهامة التي تدخل في إطار هذه المناسبة. أما فيما يخص الجانب الإعلامي، فسيتم تنظيم موائد مستديرة حول تاريخ الثورة والإستقلال بالتنسيق مع اتحاد المؤرخين وكافة وسائل الإعلام إلى جانب تنظيم زيارات لمآثر الثورة لفائدة الشباب، أما محور المعارض فقد تم تنظيم معارض للكتب التاريخية وأخرى للصور والوثائق التاريخية التي تبرز فرحة الشعب الجزائري بالإستقلال بالتنسيق مع المركز الوطني للأرشيف ومتحف المجاهد ومؤسسة بيت الأبيض. كما أضفنا خلال هذه الإحتفالات نشاطات رياضية كتنظيم منافسات في مختلف الرياضات الفردية والجماعية بين الأحياء ومؤسسات تربوية والتكوين المهني والفرق الرياضية المعتمدة إلى جانب تنظيم الكأس الوطني للشهيد في كرة القدم وكرة اليد وسباق الدراجات والملاكمة والكرة الحديدية وماراطون لتواصل الأجيال وتنظيم ندوة تبرز دور فريق كرة القدم لجبهة التحرير الوطني إبان ثورة التحرير