اندلعت، أمس، مواجهات بين شرطة الكيان الصهيوني والمصلين الفلسطينيين الذين تصدوا لجماعات »اليمين المتطرف« -بقيادة موشي فيغلن المرشح لرئاسة حزب الليكود- أثناء دخولهم ساحات المسجد الأقصى. كما تعرضت كنيسة »طور متصيون« الكائنة في جبل صهيون بالقدسالمحتلة إلى عملية اعتداء نفذتها مجموعة »دفع الثمن« الاستيطانية. تزامن هذا الاقتحام الذكرى ال12 لانتفاضة القدس والأقصى التي اندلعت في أعقاب قيام مرشح حزب الليكود آنذاك أرئيل شارون باقتحام باحات المسجد. وذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان تسلمت »الجزيرة نت « نسخة منه، أن ثلاثة مجموعات من اليهود »المتطرفين« قوامها مائة مستوطن اقتحمت الأقصى من ناحية باب المغاربة تحت حماية شرطة الاحتلال وقوات الأمن. ورافق المجموعات عدد من الحاخامات وقاموا بالصلاة وإقامة الشعائر التلمودية، مما دفع بالمرابطين للتصدي لهم وإجبارهم على مغادرة ساحات المسجد، بحسب ما ذكرت المؤسسة. في السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال عمليات منع المصلين ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما من دخول الأقصى، وضيقت على العشرات من طلاب مصاطب العلم بالأقصى ومنعتهم من الدراسة ووجهت لهم إنذارات بالاعتقال والإبعاد إذا ما دخلوا المسجد ثانية. وبالتزامن مع عملية اقتحام الأقصى، تلقت شرطة الاحتلال بلاغا عن تعرض كنيسة »طور متصيون« الكائنة على »جبل صهيون« بالقدسالمحتلة إلى عملية اعتداء وتدنيس نفذها ما يسمى بمجموعة »دفع الثمن« التي كتبت على جدران الكنيسة شعارات معادية مسيئة للديانة المسيحية وسيدنا عيسى عليه السلام. وهذا هو ثاني هجوم على منشأة مسيحية في أقل من شهر، بعدما أشعل مهاجمون النار في أبواب دير اللطرون بالضفة الغربية يوم الرابع من سبتمبر الماضي، فيما يعتقد أنه رد انتقامي على طرد أسر من موقع استيطاني غير مصرح به. من جهته، انتقد رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب، الصمت والسبات الذي تعيشه الشعوب العربية حيال التدنيس الذي تتعرض له القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، مؤكدا أن المواقف المتخاذلة تدفع الاحتلال للاستمرار في سياساته، ويدفعه لتنفيذ المزيد من مخططاته الاستيطانية التهويدية للأقصى. وردا على سؤال للجزيرة نت حول المطلوب عربيا وإسلاميا للتصدي لسياسات الاحتلال أجاب بالقول: »لقد أصبح هذا السؤال مزعجا، حيث بحت حناجرنا وأصواتنا المتعالية والمتكررة والداعية لنصرة الأقصى والمقدسات ووقف مشهد التدنيس المتواصل للأقصى من قبل الجماعات اليهودية والاستيطانية، ولكن للأسف الشديد هناك في الأمة العربية والإسلامية صمٌّ وبكم«. وأضاف المتحدث »القضية ليس مجرد عملية اقتحام أو تدنيس، فهذا مشهد متكرر، والسؤال الجوهري متى يزول الاحتلال فعلى الأمة أن تعمل جاهدة لنصرة القدس حتى زوال الاحتلال عن الأقصى، فأنا على قناعة تامة بأن الاحتلال الإسرائيلي زائل لا محال«. وبحسب إحصاء قامت به »مؤسسة الأقصى« فقد وفرت قوات الأمن الإسرائيلية وشرطة الاحتلال الغطاء والحماية لقرابة ثمانية آلاف مستوطن -ضموا نحو 4700 مستوطن مدني، و3300 جنديا بلباس عسكري- ومهدت الطريق لهم عمليات اقتحام المسجد الأقصى وإقامة شعائرهم التلمودية.