قالت موسكو أمس، إن المعارضة السورية المسلحة تعتمد ما وصفته ب»الإرهاب«، كأسلوب أول في مواجهة النظام السوري داعية مجلس الأمن ألا يكتفي بإدانة »الإرهاب« بل التحرك من أجل دحره، ونقلت تقارير روسية عن نائبة مدير دائرة الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها إنه استنادا إلى الأنباء القادمة من سوريا، فإن الإرهاب أضحى في المرتبة الأولى من بين أساليب المعارضة المسلحة، مشيرة إلى أن ذلك الوضع يثير قلقا جديا لأنه يدل بوضوح على تعاظم دور الأصوليين في صفوف المعارضة السورية. وأضافت المتحدّثة، أن وسائل الإعلام الغربية، تستمر في بث الأنباء التي تؤكد بشكل مباشر ارتباط بعض الدول في توريد الأسلحة للمعارضة السورية المسلحة من ترسانتها الخاصة، كما جددت المسؤولة الروسية دعوتها جميع القوى الخارجية المؤثرة إلى وضع تصرفاتها العملية بالاتجاه السوري بما يتناسب مع القرارين 2042 و2043 و لقاء جنيف لمجموعة العمل حول سوريا، ومن بينها اتخاذ خطوات عملية نحو عدم عسكرة النزاع الداخلي، وتشجيع جميع أطرافه للبحث عن حل سياسي عبر حوار وطني شامل. من جهة أخرى، قامت تركيا بتعزيز قواتها العسكرية على الحدود مع سوريا وذلك بتنشيط الرادارات التابعة لحلف شمال الأطلسي »الناتو« كما نشرت 250 دبابة على طول الحدود المتاخمة لسوريا حسب ما ذكرت وسائل الإعلام التركية، والتي أوضحت أيضا، أن أنقرة طلبت كذلك من حلف الناتو تنشيط القدرة الجاهزية الفنية للدفاع عن تركيا، مشيرة إلى أن الجيش التركي رفع درجة الاستعداد تحسبا لأي هجوم من الأنظمة الصاروخية والأسلحة الكيماوية في الترسانة السورية. وأوضحت المصادر، أنه تمّ توجيه الرادارات التابعة لحلف الناتو في محافظة مالاطية التي تأتي في إطار منظومة الدرع الصاروخي باتجاه دمشق، مشيرة بأن صواريخ الأسد تقع الآن تحت مراقبة رادار الناتو في قاعدة كورجيك في مالاطية، وأضافت أنه في حالة حدوث هجوم صاروخي محتمل من جانب سوريا يستهدف تركيا، فإن الرادارات ستقوم بتنشيط نظام الإنذار المبكر ويتم على الفور، ومن ثمّ إرسال طائرات »إف 16« لوقف الهجوم. على صعيد متصل، نفت سوريا الخميس، أن تكون طائرة الركاب السورية، التي أجبرتها تركيا الأربعاء على الهبوط في مطار أنقرة، كانت تحمل ذخائر أو شحنة غير قانونية، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إنه لا صحة إطلاقا للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو، والتي قالا من خلالها إنّ الطائرة السورية التي أرغمتها طائرات حربية تركية أمس الأول على الهبوط في أنقرة كانت تحمل ذخائر أو شحنة غير قانونية، واعتبر مقدسي في بيان له، أن تلك التصريحات تكشف حقيقة تورط السلطات التركية في عملية القرصنة على الطائرة التي كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق. وبخصوص الجهود العربية المبذولة لإيجاد مخرج من الأزمة التي تتخبط فيها سوريا منذ أكثر من 18 شهرا، بحث مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بمدينة جدة السعودية مساء أول أمس، تطورات الأزمة مع نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله، حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الطرفين استعرضا تطورات ومستجدات الأزمة السورية وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والإقليمية، وأضافت أن الأمير عبد العزيز جدّد موقف المملكة الداعي لأهمية أن تسفر الجهود عن الوقف الفوري لإراقة دماء الشعب السوري.