اعتبرت منظمات دولية متخصّصة في مكافحة التلوث البيئي عن طريق المحروقات، المياه الإقليمية الجزائرية، الأكثر عرضة للتلوث البحري بسبب عبور نحو 30 بالمائة من ناقلات النفط لهذه المياه وتصدير نحو 50 مليون طن من المحروقات سنويا من الموانئ الوطنية، وتدرس وزارة الخارجية ملف التوقيع على بروتوكول التعاون برشلونة 2002. قال مدير مركز مكافحة التلوث على مستوى مجموعة ال 5+5 »رومبك«، أنّ مخاطر كبيرة تحدق بالبحر الأبيض المتوسط خصوصا على مستوى ممرات وعرة، مصرّحا في ملتقى دولي حضره ممثلون عن مجموعة ال 5+5 والحلف الأطلسي أنّ ناقلات النفط تستعمل نحو 30 ألف طريق، وينتج عن الحوادث المختلفة على رأسها التسربات والشحن والتفريغ وتحطّم السفن، تلوث البحر الأبيض المتوسط بنحو 150 ألف طن سنويا من المحروقات. فيما أشارت إحصائيات الأمانة العامة للجنة الوطنية »تل بحر« التي يرأسها وزير البيئة وتهيئة الإقليم والمدينة والمشكّلة من عدّة مصالح من الواجهة البحرية لوزارة الدفاع الوطني وحرس السواحل والحماية المدنية وغيرها، أنّ الموانئ الجزائرية تصدّر نحو 50 مليون طنّ من المحروقات سنويا، وتعبر مياهها الإقليمية حوالي 30 بالمائة من ناقلات النفط التي تمرّ بالبحر الأبيض المتوسّط ما يجعلها من أكثر الدول عرضة للتلوث البيئي عن طريق المحروقات مقارنة مع تونس والمغرب. وشارك في هذا الملتقى الدولي ممثلون عن مجموعة ال 5+5 من موريتانيا وتونس والمغرب ومن الضفّة الأخرى من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى ضباط مدعويين من الحلف الأطلسي »الناتو« وتمّ استعراض تجربة المركز المتوسطي »رومبك« في التدخل الاستعجالي على مستوى مختلف الحوادث وفقا لاتفاقية برشلونة وبروتكول 1976 و2002، والذي من المنتظر أن توقّع عليه وزارة الخارجية لإشراك الجزائر في التعاون في هذا المجال والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة والتجربة الأجنبية. كما اقترحت فرنسا التي سجّلت انخفاضا في هذه الحوادث وصلت إلى 211 حادث في سنة 2011، اتفاق تعاون مع الجزائر لمكافحة التلوث البحري، كما تمّ التعرَض لكافة الجوانب القانونية والتعويضات في حال حدوث مثل هذه الحوادث ومساهمة المجتمع المدني في مكافحتها، وعلى مستوى السواحل الوطنية سجّلت اللجنة الوطنية "تل بحر" في الفترة ما بين 2003 و2007، 11 حادثا بالعاصمة وجيجل وسكيكدة وأرزيو، والتي تدخّلت فيها عن طريق مختلف المصالح المعنية، حيث تمّ عرض كيفية تدخّل مصالح حرس السواحل ومصالح الحماية المدنية. ومن المقرّر اليوم إجراء تمرين افتراضي »سيموبول12« بميناء أرزيو، بمشاركة كافة المصالح المعنية تحت إشراف قيادة الواجهة البحرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني ووزارة البيئة، بإشراك وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة النقل، بحضور الوفد المشارك في الملتقى لإظهار مدى جاهزية لجنة "تل بحر" في تسخير لجان محلية وجهوية ووطنية للتدخّل في الحالات الاستعجالية المتعلّقة بالتلوث البحري عن طريق المحروقات عبر كافة المراحل ومدى تحكمّها في المعلومات والتكنولوجيا الحديثة واستغلالها وسرعة التدخّل.