تعهد وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، بالعمل على تحقيق طموحات وآمال الشهداء في إنشاء دولة كبيرة وقوية، قائلا: »إن الجزائر قطعت منذ استرجاع حريتها أشواطا كبيرة جدا في مسيرة البناء والتشييد«، وأضاف بأن »الجزائريون يحتفلون بهذا اليوم وهم شامخو الرؤوس وبلدهم في مصاف الدول المحترمة التي لها مكانتها في العالم «. قال وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، على هامش حفل تقديم التهاني لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى ال 58 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المنظم أمس الأول ب »قصر الشعب«، إن الجزائر »قطعت أشواطا كبيرة جدا في مسيرة البناء والتشييد، والتي لم تقطعها الكثير من الدول التي نالت استقلالها قبلنا أو بعدنا، مستطردا: »لكن مع هذا لا نقول أننا بلغنا الهدف الذي كان يحلم به الشهداء ألا وهو بناء دولة عظيمة وكبيرة وقوية بكل ما تحمله الكلمة من معان«. كما استدرك الوزير في نفس السياق معلّقا بأنه »إلا إننا سائرين في هذا الطريق للوصول إلى هذا الهدف الذي سيتحقق إن شاء الله رغم المحن التي أصابتنا ونحن في عهد الاستقلال ورغم الهفوات والكبوات، ولكن مع هذا أستطيع أن أقول الحمد لله حققنا الشيء الكثير وما زلنا سائرين في طريق تحقيق البناء والتشييد«. من جهة أخرى، اعتبر محمد شريف عباس ذكرى أول نوفمبر 1954 »مناسبة من المناسبات الوطنية الكبرى« لأنه »عزم الشعب الجزائري افتكاك حريته واستقلاله بالسلاح«، موضحا أن الجزائريين »يحتفلون بهذا اليوم وهم شامخو الرؤوس والجزائر في مصاف الدول المحترمة التي لها مكانتها في العالم«، ليشير إلى أن ثورة أول نوفمبر »أضفت بظلالها على الكثير من الشعوب والدول التي كانت مستعمرة فكانت لها نموذجا اقتدت بها«. كما أكد وزير المجاهدين على هامش عرض فيلم الشهيد »أحمد زبانة«، أن هذا الفيلم »استطاع أن يقدم صورة معبرة لحالة سجون المستعمر وللمساجين المجاهدين وخاصة فئة المحكوم عليهم بالإعدام«، لافتا إلى أن فرنسا الاستعمارية زجَت ب 2 مليون جزائري في السجون ومن هذا يمكن تصور حجم معاناة الجزائريين وإلى أي مدى بلغت وحشية المستعمر، كما أضاف أنه »يجب الاحتفال وبحرارة بعيد ثورة التحرير المباركة ونترحم على شهداء الجزائر الذين يجب أن نبقى أوفياء لعهودهم ونعمل من أجل تحقيق طموحاتهم وآمالهم الكبيرة كانوا رحمهم الله يتمنون بدمائهم أن ينشئوا دولة كبيرة وقوية«. وكان وزير المجاهدين قد شدد بحر هذا الأسبوع على ضرورة أن تقدّم السلطات الفرنسية »اعترافا صريحا« بكل الجرائم التي اقترفها جيشها الاستعماري في حق الشعب الجزائري الأعزل، معتبرا اعتراف الرئيس فرانسوا هولاند بمجاز 17 أكتوبر بمثابة »اعتراف سياسي بالنظر للطريقة التي صيغ بها«.»إنه وبالنظر لما اقترفه هذا المستعمر من جرائم في حق شعب أعزل، وبالنظر لمخلفاته والآثار العميقة التي تركها حتى عند الأجيال التي لم تعايش فترة الاستعمار والكل يدرك ما عاناه شعبنا من تنكيل وتعذيب وبطش ودمار، فالجزائريون يريدون اعترافا صريحا لما ارتكب في حقهم«. وتطرق محمد الشريف عباس في حوار خصّ به وكالة الأنباء الجزائرية إلى الكثير من القضايا التاريخية بما فيها ملف استرجاع الأرشيف الوطني، حين وصف الالتفاتة التي اتخذت سابقا من الجانب الفرنسي بإعادة عينات منه للسلطات الجزائرية بكونها »لا شيء«، معلقا بالقول: »كان مقررا أن يفتح الأرشيف بعد مرور 50 سنة فقد أضيفت 20 سنة أخرى وهي طريقة تهدف إلى إبعاد أجيال ما بعد الاستقلال من التكشف على حقيقة الاستعمار«.