يرى مسؤولون ومحللون فلسطينيون ان الرئيس الفلسطيني سعى لاتمام المصالحة مع حماس لتعزيز موقفه لانتزاع اعتراف الاممالمتحدة بدولة فلسطين فيما وافقت عليها حماس تحت ضغط التغيرات العربية التي لم تصب في مصلحتها. * وبعد عام ونصف من الاخفاقات المتكررة بين الحركتين لانهاء الانقسام اعلنت الحركتان على نحو مفاجئ يوم 27 افريل في القاهرة على تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة تمهيدا لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة خلال عام. * وعلى نحو سريع وقعت كافة الفصائل الفلسطينية الثلاثاء على ورقة المصالحة في القاهرة قبل يوم من احتفال رسمي باعلانها بحضور محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس. * ويؤكد عزام الاحمد رئيس وفد حركة فتح في القاهرة ان "اول خطوة بعد احتفال المصالحة الفلسطينية ستكون بدء المشاورات لتشكيل حكومة فلسطينية تعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتسحب ذريعة اسرائيل انه لا يوجد شريك لها". * ويشدد "المصالحة تحبط الذرائع الاميركية و الدولية للتهرب من واجباتهم تجاه الشعب الفلسطيني باقامة دولتة الفلسطينية". * ويوضح صائب عريقات المشارك في الوفد قائلا "المصالحة الفلسطينية تعزز وتقوي موقفنا بالاتجاه الى الاممالمتحدة في سبتمبر القادم لتقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين على اراضي 1967 وعاصمتها القدسالشرقية في الاممالمتحدة". * ويضيف "المصالحة خيارنا واولويتنا وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة للوطن من كفاءات مستقلة سيؤكد التزامنا وحرصنا على القانون الدولي والشرعية الدولية". * واكد عباس عزمه التوجه الى الاممالمتحدة في سبتمبر المقبل للمطالبة بالاعتراف في دولة فلسطينية في حدود 1967 بعد فشل المفاوضات مع اسرائيل بسبب الخلاف بشان الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية. * لكن عزت الرشق عضو المكتب السياسي في حركة حماس يرى انه "ليس هناك علاقة بشكل مباشر بين المصالحة واستحقاقات سبتمبر بل هناك ضرورة لمواجهة حكومة الغطرسة الاسرائيلية، والمهم ما بعد الاتفاق ان نتوصل الى برنامج سياسي موحد للشعب الفلسطيني". * وعن اسباب التوصل الى اتفاق في الوقت الحالي يقول "لانه تمت ازالة كافة العقبات ووصلنا الى تفاهمات على كافة القضايا والشعب الفلسطيني شعر بمدى الخطر والثمن الذي دفعه جراء الانقسام". * ويرى ايضا ان "التغيرات الايجابية في المنطقة العربية وفي مصر" ساهمت في هذه الخطوة. * لكن المحلل السياسي طلال عوكل يعتقد ان "التغيرات الاقليمية والعربية لم تطابق توقعات حماس التى راهنت مثلا على ان الوضع الجديد في مصر سيضمن لها رفع الحصار عن غزة وفتح المعبر". * وتازمت العلاقة بين حماس والقاهرة قبل تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد رفض حماس التوقيع على ورقة المصالحة المصرية التي لعبت فيها مصر دور الوسيط منذ سيطرة حماس على قطاع غزة جوان 2007. * ويضيف ان "الوضع في سوريا ايضا اجبر حماس على البحث عن بدائل لها بعد ان ضرب تيار الممانعة. فالدول العربية لا تستطيع التعامل مع فريق فلسطيني او حركة وانما تريد التعامل مع الحالة الفلسطينية ككل". * وتتمتع الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاق اوسلو وخصوصا حركتا حماس والجهاد الاسلامي بامتيازات كبيرة في سوريا التي انتقلتا اليها كمقر مؤقت لقيادتهما منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. * وفي اعقاب التظاهرات الغير مسبوقة ضد النظام السوري تردد تصريحات اعلامية غير منسوبة الى مصدر عن نية حماس نقل مقرها من العاصمة السورية الامر الذي نفته الحركة. * ويتابع عوكل ان المصالحة "منحت حماس شرعية سياسية دون ان تتخلى عن انجازاتها وسيطرتها على غزة". * وفي المقابل يرى ان"ابو مازن يريد من المصالحة ان يذهب الى الاممالمتحدة وهو قوي ولا يكون هناك من يشكك في تمثيله او يلعب على وتر الانقسام الفلسطيني ويضعف امكانية تحقيقه انجازا كبيرا ". * ويتفق معه المحلل السياسي مهدي عبد الهادي الذي يعتقد ان الرئيس الفلسطيني يهدف من المصالحة الى "تحقيق انجاز تاريخي في سبتمتبر المقبل لانهاء تاريخه السياسي بطريقة مشرفة". * اما بالنسبة لحماس فيرى عبد الهادي ان قرارها بتحقيق المصالحة جاء بعد "قرار مصري بان فلسطين تمثل قضية امن قومي بالنسبة لمصر التي لا تريد لغزة ان تكون كيانا مستقلا عن فلسطين وان تصبح كحي من احياء القاهرة". * ويضيف "ايضا التغيير في الاوضاع في سوريا واثارها على مقر الحركة وعلاقاتها مع الساحة العربية كان احد الاسباب التي دفعت حماس للمصالحة". * اما المحلل السياسي هاني المصري فيرى ان "عباس يريد ان يذهب الى استحقاقات سبتمبر والسلطة الفلسطينية موحدة لزيادة فرص نجاحه من جهة، وهو ايضا يريد من جهة ثانية اذا فشل الفلسطينيون في تحقيق هذه الاستحقاقات ان يتحمل الجميع المسؤولية".