أكد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية أن حزب جبهة التحرير الوطني حريص على بناء علاقات قوية مع المغرب والحزب الاشتراكي المغربي، مشددا على تمسك الأفلان ببناء المغرب العربي واعتباره خيار استراتيجي في ظل الوضع الدولي الراهن، مذكرا بالإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية والتي أفرزت مكاسب عديدة دعمت الديمقراطية والتعددية في الجزائر. أوضح سي عفيف خلال مداخلة ألقاها في افتتاح أشغال المؤتمر التاسع للحزب الاشتراكي المغربي أول أمس بالرباط أن حزب جبهة التحرير الوطني تربطه علاقات وثيقة مع الحزب الاشتراكي المغربي، مشيرا إلى أن الأفلان يتقاسم مع هذا الحزب نفس الهموم والتطلعات في بناء مغرب موحد، كما أنه يتقاسم أيضا نفس الأهداف، حيث أكد أن التاريخ النضالي المشترك بين البلدين يشير إلى وحدة المصير بما يحقق مصالح البلدين والشعبين. واعتبر القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني أن مشاركة الأفلان في المؤتمر التاسع للحزب الاشتراكي تعبير على متانة الروابط وما يجمع البلدين والشعبين أكبر مما يفرقهما، معربا عن حرص الأفلان على بناء علاقات قوية مع المغرب ومع الأحزاب التي تجمع بينهم قواسم مشتركة وعلى وجه الخصوص الحزب الاشتراكي، مؤكدا أن متانة الروابط ودوام التواصل بين الأحزاب ستؤدي حتما إلى دفع عجلة التكامل المغاربي وتحقيق الحلم وهو وحدة المغرب العربي. وأكد سي عفيف أن حزب جبهة التحرير الوطني يعتبر بناء المغرب العربي خيارا استراتيجيا لا بديل عنه خاصة في ظل الوضع الدولي الراهن القائم على التكتلات، مشيرا إلى أن هذا الوضع ترتسم بعض معالمه في ضبابية لا شيء فيها مؤكد ولا مكان للضعفاء، حيث أفرزت الأحداث الأخيرة، يضيف سي عفيف، أهمية الدور الذي ينبغي على الأحزاب السياسية الاضطلاع به سواء في المشهد السياسي الوطني أو في العلاقات الدولية في سبيل مواجهة التحديات الراهنة. وفي هذا السياق، شدد سي عفيف على حرص جبهة التحرير الوطني على توطيد العلاقات مع الحزب الاشتراكي المغربي وعلى التعاون على البناء في شتى الميادين والمجالات التي تقود إلى تحقيق الأهداف المشتركة للحزبين، مشيرا إلى أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أكد حرصه من خلال مشاركة الأفلان في أشغال مؤتمر الحزب الاشتراكي المغربي. وتطرق عضو المكتب السياسي إلى الحديث عن التغييرات السياسية العميقة في إطار الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ أفريل 2011 والتي أفرزت مكاسب عديدة دعمت الديمقراطية والتعددية في الجزائر، مشيرا إلى أن التعديلات الأخيرة التي أدخلت على حزمة من القوانين المنظمة للنشاط السياسي في الجزائر كقانون الانتخابات، قانون الأحزاب والجمعيات، سمحت بخلق مناخ جديد للعمل السياسي وأحدثت نقلة نوعية في التمثيل الشعبي داخل المؤسسات المنتخبة ومكنت من رفع نسبة التمثيل النسوي في المجالس المنتخبة. واعتبر سي عفيف أن حزب جبهة التحرير الوطني خاض هذا الحراك بكل وعي ومسؤولية وأسهم بفضل الأغلبية التي يحوز عليها في البرلمان في إثراء مختلف النصوص القانونية والمصادقة عليها ليؤكد تفوق ريادته في الساحة السياسية الوطنية وحصده لأغلبية المقاعد في الانتخابات التشريعية التي شهدتها الجزائر شهر ماي الماضي وتأكيد هذا التفوق في الانتخابات المحلية التي نظمت نهاية شهر نوفمبر المنقضي والتي أكدت ثقة الشعب الجزائري في حزب جبهة التحرير الوطني والتفافه بمختلف شرائحه حول برنامجه الطموح وحول القوائم التي ضمت نخبة من كوادر وإطارات الأفلان من نساء وشباب. كما أوضح القيادي الأفلاني أن الحزب تربطه علاقات وثيقة مع عدد من الأحزاب السياسية الفاعلة في العديد من الدول، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى حرصه الدائم على التواصل معها تبادل الآراء والخبرات والوفود والمشاورات السياسية وتبنيه لخطاب متوازن مبني على الثوابت التي تهدف إلى الدفاع عن سياسة عادلة وتوزيع عادل للثروات واعتماد استراتيجية تهدف حماية الفئات الهشة والمحرومة، واضاف سي عفيف بأن الأفلان يسعى دائما إلى الدفاع عن قيم العدالة والسلام وأسس التعاون بين الشعول التي تكفل بناء عالم أكثر عدلا تسوده قيم التسامح والحوار بين الحضارات والأديان ونبذ العنف والتطرف. وعرف مؤتمر الحزب الاشتراكي المغربي رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بن كيران وعدد كبير من الوزراء، إضافة إلى ممثلي الأحزاب الأجنبية، حيث أجرى سي عفيف على هامش أشغال المؤتمر محادثات ثنائية مع ممثلي الأحزاب المشاركة التي عبرت عن إرادتها من أجل إعادة بعث علاقاتها مع الأفلان وإقامة جسور للحوار والتشاور، كما كان لسي عفيف لقاء مع ممثلة رئيس الأممية الاشتراكية وممثل الأمين العام للأممية الاشتراكية.