كشف سهيل مهري، نجل الراحل المجاهد والمناضل والسياسي سي عبد الحميد مهري، عن إطلاق موقع رسمي على صفحات الشبكة العنكبوتية للتعريف بشخص الرجل وإطلاع الجيل الجديد على مواقفه الوطنية، هذه الشخصية المخضرمة التي عايشت أهم الحقب التاريخية انطلاقا من مرحلة النضال السياسي تحت ظل الحركة الوطني، ومن ثم ثورة التحرير وانتهاء بمعكرة لأبناء التي خاضها مهري إلى آخر لحظة في حياته من أجل أن تحيا الجزائر. تصريحات سهيل الابن، جاءت خلال الوقفة التأبينية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، أمس، بقصر الثقافة بالعاصمة، حيث استهل اللقاء بعرض شريط من تصوير وإنتاج التلفزة الوطنية، تطرق إلى مسار الشخصية باختصار، مشيرا إلى ظروف نشأتها ومتخلف المراحل التي اجتازتها في مسار نضالي وسياسي طويل، كله كفاح ونضال من أجل تحرير الجزائر وبناء دولة قوية بعد الاستقلال، كما لم يغفل الشريط دور مهري على المستوى الإقليمي والعربي واهتمامه بالقضايا القومية وغيرها من مشاكل الأمة التي كانت دائما وأبدا محل انشغال لدى الرجل. ومن ثم اعتلى سهيل منبر القاعة، حيث فضل أن تكون بداية المداخلة بالشكر والعرفان لكل من اهتموا بوالده واستوفاه حقه، باسمه وباسم عائلة مهري، كلها عبارات امتنان وشكر لم يبخل بها الرجل عن الحضور، ليؤكد أن الذكرى تبقى غالية ليس فقط على أبناء مهري وأفراد عائلته وإنما على قلوب كل الجزائريين، واستطرد قائلا »سنة تمر على رحيلك أيها الوالد الغالي، الوالد والأخ، الصديق والرفيق، الصاحب والزميل، إننا نلتقي أوفياء لروحك صادقين مخلصين لفكرك، ولا يسعنا إلى التضرع للمولى عز وجل ليسكنك فسيح جنانك«. واغتنم سهيل، فرصة اللقاء الذي جمعه بعديد الشخصيات الوطنية التي حضرت لتقف ترحما على ذكرى وروح سي عبد الحميد، ليعلن عن الإطلاق الرسمي لموقع عبد الحميد مهري بثلاث لغات وهي العربية، الانجليزية والفرنسية، ويهدف هذا الموقع إلى التعريف بمسيرة مهري رحمه الله، النضالية والسياسية من كافة جوانبها، إضافة إلى جزء خاص بنشأة الراحل، كما يحمل الموقع كل الوسائل المكتوبة، المسموعة والمرئية التي تسمح بالوصول إلى المعلومات الخاصة بمهري بكل سهولة. واستنادا لما أوضحه نجل الفقيد، فإن الموقع مفتوح للإثراء بصفة مستمرة للإلمام بقدر المستطاع بهذه الشخصية وجمع كل ما تيسر من الأرشيف، ومن هذا المنطلق فقد وجه دعوة عامة ومفتوحة للمشاركة في إثراء هذا الموقع بكل الوثائق. وفيما يتعلق بمذكرات مهري، أوضح المتحدث أن سي عبد الحميد شخصيا قبل وفاته كان يشتغل عليها رفقة الصحفي محمد عباس، ولكن المنية حالت دون إكمال المشروع، والآن العملية متواصلة مع نفس الشخص والعمل سيكون جاهزا قريبا، ولم يبق إلا جزء خاص بالتنقيح وإضافة اللواحق، مجرد لمسات وينتهي الأمر على حد تعبير سهيل، ليكون هذا الإنجاز خير تعبير عن أفكار عبد الحميد مهري. المناسبة كانت فرصة لتقديم بعض الشهادات من طرف المحبين وأولئك الذين رافقوا الرجل في مسيرته، على غرار علي بن محمد، المناضل والوزير السابق، الذي أثنى على روح مهري وشخصه، وقال، إنه لم يكن مشغولا بتأليف الكتب وإنما بتأليف المواقف، في الحكومة المؤقتة لجأت إليه الباءات الثلاثة ليقترح أسماء الوزراء، وبعد أن قدم لهم القائمة، لم يغيروا منها شيئا باستثناء أنهم أضافوا اسم مهري ولم يعلقوا على اختياراته...كان يسمع، يقنع ويستخلص، بعد الاستقلال ترك كل مناصب المسؤولية وتفرغ للتدريس، نودي على كثير من المواقع ولكنه رفض، وعندما اقترحه وزير التربية عبد الكريم بن محمود سنة 1970 على الراحل هواري بومدين ليعين كأمين عام للوزارة، قال له بومدين »إذا استطعت أن تقنع مهري فهو مكسب كبير للقطاع...« هو بالفعل رجل مواقف أينما كان، مواقف عبر عنها بلغة بسيطة ومنهجية، استطاع أن يوظف من خلالها البعد السياسي ويربطه بالجانب العملي التطبيقي في الميدان. يشار إلى أن هذه الوقفة التأبينية حضرتها شخصيات وطنية، وزراء سابقون، ونواب في البرلمان بغرفتيه، شخصيات تاريخية وسياسية، إضافة إلى وجوه بارزة على غرار الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني بوعلام بن حمودة، الوزيرة السابقة زهور لونيسي، المجاهدة لويزة إيغيل أحريز وغيرهم من الشخصيات التي أبت إلا أن تكون حاضرة في الذكرى الأولى لوفاة سي عبد الحميد...رجل الإجماع الوطني.