يرى عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، علي صديقي، أن خروج الأفلان من الأزمة التي يعيشها، لا يتحقق إلا بتوفر عدد من الشروط، حدّدها أساسا في »تخلّص« القيادة التي ستشرف على شؤون الحزب مستقبلا عن »فكرة الولاءات، والجهوية والوسائط«، زيادة على إعادة الوحدة بين قيادات الجبهة واللُحمة بين المناضلين في القاعدة. قدّم القيادي الأفلاني، علي صديقي، تصورا موضوعيا للخروج بالحزب من الأزمة التي يعيشها، وبنى تصوره على عدة نقاط تمحورت حول »اختيار أمين عام جدير بقيادة الأفلان، ويحمل هموم البلد وهموم الحزب«، كما اشترط الاعتماد على برنامج واضح وصريح، تتجند لتنفيذه قيادة جديدة، توظف كل طاقاتها لاسترجاع هيبة الأفلان، بعيدا عن كل مظاهر الفساد والمحاباة والولاء. ودعا صديقي، إلى إنهاء الخلاف الذي كان حاصلا بين أعضاء اللجنة المركزية، بين مؤيد للأمين العام السابق ومعارض له، مشيرا إلى أنه »إذا اختلفنا من أجل بلخادم فلا يعني أننا مختلفون فيما بيننا«، وكشف بأن الحزب عرف تسربا رهيبا خلال العقد الذي مضى، لذا يستوجب على حد قوله »إعادة شعاب ذلك النهر ليصب في محيط الأفلان«. وعلى حد تعبير عضو المكتب السياسي أيام كان الراحل عبد الحميد مهري يقود الأفلان، فإن »تواصل الفرقة سيؤدي إلى تعميق الصراع والخلاف إلى القاعدة«، مضيفا أن حديث كل طرف عن مؤيدين له على مستوى القواعد، سيسير بالأزمة بعيدا عن الأفكار البناءة التي ينبغي التوحد في دعهما والانتصار لها لصالح البلاد والعباد. وأكد علي صديقي في تصريحه ل»صوت الأحرار«، أنه يجب الاتفاق بين أعضاء اللجنة المركزية وفق أسلوب ديموقراطي، من أجل اختيار أفضل أمين عام يقود كوكبة من الرجال، يسهرون على بسط الإخاء والطمأنينة بين المناضلين ولم الشمل بين قواعد الحزب. وعن الظروف التي مرت بها الدورة السادسة للجنة المركزية نهاية الأسبوع الفارط، يرى صديقي أنها تعكس حيوية جبهة التحرير الوطني، وساهمت نتائجها إلى حد كبير في إبعاد اليأس الذي طالما خيّم على القمّة والقاعدة في الأفلان، وامتد إلى الساحة السياسية لأكثر من سنتين، ولفت الانتباه إلى أن موضوع الأفلان لم يشغل المناضلين فقط بل امتد إلى المواطنين والسلطة كذلك. وخلاصة ذلك حسب المتحدث، أن الأفلان مازال يمثل القوة السياسية المعول عليها في إنقاذ البلاد من أزماتها المتعددة والمعقدة في كثير من الأحيان، وقال صديقي »إنها مازالت أمل الجزائريين، فهم يخشون زوالها، بما أنها تشكل الوعاء الحقيقي للثروة الفكرية والبشرية المؤهلة للنهوض بالجزائر، وهي القادرة على تحصينها من أي مخاطر على تحدق بها«. وللخروج من الوضع الحالي قال صديقي إنه يتعين على أعضاء اللجنة المركزية تحمل مسؤولياتهم بكل شجاعة، بعد أن تم الفصل في أمر القيادة السابقة بعدالة وديمقراطية الصندوق، مشددا على ضرورة أن يحمل الأمين العام الجديد هموم الوطن والأفلان الذي يقود آلاف المناضلين الأوفياء لهذا الوطن.