سجل انطلاق أشغال اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي ترأسها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، غياب 38 عضوا من بين 351 عضوا من أعضاء اللجنة المركزية، حيث لم يبرر 25 عضوا غيابهم عن الأشغال، على رأسهم الأعضاء الذين اختاروا الانضواء تحت ما يسمى "حركة التقويم والتأصيل"، من بينهم رئيس المجلس الدستوري عبد الرزاق بوحارة وعبد الكريم عبادة ومحمد بوخالفة. ويعزا غياب هذا العدد من الأعضاء عن أشغال اللجنة المركزية، الخميس الماضي، إلى تبعات ما يحدث داخل بيت الأفلان على خلفية الانشقاقات الحاصلة فيه، بسبب قيام جناح مواز للحزب، أو ما يسمى بحركة "التقويم والتأصيل" التي تعارض القيادة الحالية للحزب العتيد. إلى ذلك، بدأت أشغال اللجنة المركزية بتقديم التقرير الأدبي والمالي المتضمن لمختلف نشاطات الحزب منذ انعقاد الاجتماع الأخير للجنة المركزية، حيث ستنتهي أشغالها. وستعكف اللجنة على مدار يومين على تتبع عدد من القضايا التنظيمية المتعلقة بميزانية الحزب وبرنامجه. وحسب مصدر من الحزب العتيد، فإن الدعوة وجهت لكامل أعضاء اللجنة المركزية. وعن سر غياب هؤلاء الأعضاء، اعتبر المصدر أن من بين 25 عضوا تغيب، يوجد 13 منهم قدموا مبررات، معتبرا أن الكل حر في الحضور من عدمه". ولم تستبعد بعض المصادر من بيت الأفلان من أن هذا الغياب سيخيم على الأشغال وسيكرس الانقسام الحاصل بين الموالين للأمين العام والمعارضين للنهج الحالي للحزب. ولم يتخلف العشرات من المناضلين والمناضلات في الحزب العتيد الذين سجلوا حضورهم، من خلال رفع بعضهم للافتات مطالبين من خلالها "تنظيف" الحزب و"تطهيره" من الدخلاء على الحزب وإعادة الأفلان حسبهم إلى طريقه الصحيح. ويذكر أن الحزب يعرف شدا وجذبا منذ المؤتمر التاسع الذي انتخب فيه بلخادم أمينا عاما للحزب، حيث احتج الكثير من المناضلين وبعض القياديين في الحزب على أعضاء المكتب السياسي وطريقة انتخاب الأعضاء، حيث امتدت بعدها الخلافات حتى بعد المؤتمر، لتنتقل إلى قاعدة الحزب، لتسفر هذه الاحتجاجات في الأخير عن ظهور حركة ما يطلق عليها "التقويم والتأصيل" التي يقودها كل من محمد صغير قارة والوزير الهادي خالدي، إضافة إلى وجوه بارزة في الحزب مثل محمد عبادة وعبد الرزاق بوحارة، وغيرهم من الذين يرون أن الجبهة بقيادتها الحالية عملت على إقصاء "المناضلين الحقيقيين" من الحزب، واعتمدت على "الدخلاء"، على حد وصفهم في بياناتهم. بينما ترى القيادة الحالية بقيادة الأمين العام الحالي، أن المؤتمر التاسع أفرز النتائج المعلومة بكل شفافية وأنه لم يحدث أي إقصاء، مشددين على أن القيادة الحالية هي القيادة الشرعية لحزب جبهة التحرير الوطني.