لا يزال في عزّ عطائه الإبداعي ونشاطه الثقافي، يملأ الأثير صوتا وأثرا، ويملأ صفحات الصحف شعر وسردا، مع أنه في الثمانين من العمر، ولكنه لا يكتفي بالصمت أو الانكفاء. هو أحد المبدعين من آل السائحي، شاع اسمه وذاع في عوالم الكتابة الأدبية إلى جانب ابن عمه الشاعر محمد الأخضر السائحي. جنوبي المولد والوجهة، عريق النسب، من عائلة تَسمّى أفرادها باسم محمد الأخضر السائحي، وقد خُصّ باسم (السائحي الصغير) تمييزا له عن ابن عمّه السائحي الكبير الذي توفي عام 2005 .. وحده يرافع على تراث الأهل ويلوّح بمنجزه الثقافي الجميل، بمن عرف وبمن عاصر من الكتاب والشعراء.. يبدو وفيا لذكرى من يحبّ ومن يقدّر من الشعراء الذين نظموا الشعر وما نشروا شيئا في كتاب.. يشعر بأنه مسؤول عن ذكراهم، يفعل ذلك عن حب ولا يرجو شيئا.. نبض قلبه بالشعر عام 1953 ، ولم تنقطع رشحات قلمه ولا سوانحه. ألّف أكثر من 20 كتابا، في الشعر بشتى أغراضه وقضاياه، عموديا على بحور الخليل محررا، ثمّ تحرّر أكثر فكتب الأوبرات والملحمة والقصيدة الغنائية، كما كتب للصغار أيضا. مجموعات شعرية كثيرة، مثل واحة الهوى، بكاء بلا دموع، و الواحة..إلخ تغنّت بكلماته أصوات كثيرة كصليحة الصغيرة ومحمد راشدي وعلي الرياحي التونسي ونازك اللبنانية. ظل يؤكد منذ أن كتب كتابه الأول: »مأساة الإنسانية في الجزائر«: »كان جيلي والجيل السابق علينا يعطي بعدا آخر للكلمة منطوقة ومكتوبة، فصيحة و(ملحونة). إنه السلاح الذي صنعه الشعب الجزائري طيلة قرن وثلث من الزمن في صراعه الطويل المرير مع الاستعمار الفرنسي المتوحش الضاري الذي لم ينته بعد إلا في أذهان السذج من الذين لم يخبروا أساليبه التي يزرعها في بقاياه من الأذناب والطفيليات التي مازالت تعيث فسادا في كل أرض ودنستها أقدام الاستعمار بجميع ألوانها سوداء والتي لا لون لها كالسم الناقع. وتنكأ الجراح في جميع الشعوب التي ابتلاها الله بشروره وويلاته. إنها ألغام وقنابل موقوتة تؤرقنا ... تؤرقنا ما لم نفنها الفناء الذي لا حياة بع. إني أحيانا أتناسى شاعريتي و ألبسها إلى الآخر حتى أوفر له كل ما أحب أن يتوفر لي شخصيا فإذا فرغت من ذلك عدت إلى نفسي وشاعريتي بأنانيتها« ذا هو الشاعر عبد القادر السائحي بمسيرته النضالية الأدبية والإبداعية أيضا، يقرأ حروفه على مشهد القرّاء وهواة الإبداع، ويحلم بجزائر تكبر بالحب وتواصل الأجيال وبقيم الحق والجمال. ¯ أما بعد: متعك الله بالصحة والإبداع وكل عام وأنت بخير