دعا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح إلى وضع الثقة في العدالة وتركها تقوم بعملها بكل هدوء فيما يتعلق بقضايا محاربة الفساد التي كشفتها صحف وطنية وأجنبية في الأيام الأخيرة، وعلى صعيد آخر، أشاد بمواقف الجزائر في التعامل مع ما يحدث في مالي والدول المجاورة وقال »إن برهنت حقا عن حزم واضح اعترف به العالم كله وأكد على حقيقة مفادها أن الجزائر دولة محترمة«. ● قال بن صالح في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الربيعية للبرلمان، إن أعضاء مجلس الأمة سيكونون مدعوين هذه المرة إلى دراسة وإبداء الرأي وتحديد الموقف في عدد هام من النصوص التشريعية المقترحة من قبل الحكومة للدورة على غرار القانون المتعلق بتنظيم المحاماة، مشروع القانون المتعلق بالسمعي البصري، القانون الخاص بتنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، وغيرها من مشاريع القوانين. وبالنسبة لبن صالح، فإن دور البرلمان لا يتوقف عند مجرد تمثيل الشعب، بل هو علاوة عن كونه فضاء للعمل التشريعي، هو كذلك إطار قانوني لممارسة الرقابة على عمل الحكومة، حيث تأتي الرقابة البرلمانية كآلية قانونية مهمة لممارسة الأداء البرلماني وعليه يجب التفكير مع الهيئة التنفيذية حول كيفية تقييم التجربة في مجال المراقبة البرلمانية قصد تحسين طريقة تفعيلها لأنه يحصل أن كثيرا من الأسئلة الشفوية التي تطرح على أعضاء الهيئة التنفيذية لا تحظى بالرد الوافي. وعن ملفات الفساد، أوضح بن صالح، أنه »يتوجب علينا وضع الثقة في عدالتنا وتركها تقوم بعملها بكل هدوء بعيدا عن أي أحكام مسبقة قد تؤثر على مسار عملها«. وبعد أن أكد أهمية جعل الحقيقة تتجلى بوضوح، ألح على ضرورة تفادي الدخول في المزايدات السياسوية التي لن تضيف جديدا للكشف عن الحقيقة بقدر ما تعمل على تشويه صورة الجزائر وكذا التعتيم على العمل الجبار الذي تقوم به البلاد في مختلف المجالات. ودعا رئيس مجلس الأمة أيضا إلى »الابتعاد عن صياغة التعتيم لدى إطلاق الأحكام لأن في هذا البلد مئات آلاف من الإطارات تعمل وتقدم الجهد والعرق«، مبرزا في نفس السياق عدم الخلط بين السلوكات والشركة المعنية أي سوناطراك، باعتبارها مؤسسة اقتصادية رائدة احتلت مكانة عالمية وتساهم في خلق الرفاه لأبناء الجزائر. وعلى صعيد آخر أكد بن صالح، أنه فيما يخص الأوضاع السائدة في الساحل ومالي تحديدا، »فإننا نتمنى أن يتم احتواء الصراع الدائر في هذا البلد من خلال الحوار في إطار الوطن الواحد، كما نتمنى عودة الأمن والاستقرار ليس فقط إلى دولة مالي وإنما إلى كل دول المنطقة«، ليشيد بمواقف الجزائر التي قال »إنها برهنت حقا عن حزم واضح اعترف به العالم كله وأكد على حقيقة مفادها أن الجزائر دولة محترمة من خلال تعاطيها مع الأوضاع«.