ينعي حزب جبهة التحرير الوطني إلى كافة الشعب الجزائري وفاة المغفور له بإذن الله الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة المجاهد العقيد علي كافي. ويتقدم حزب جبهة التحرير الوطني بأصدق تعازيه وعميق مواساته إلى عائلة الفقيد وإلى كافة أبناء الشعب الجزائري والأسرة الثورية راجيا من المولى عز وجل أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويحشره مع الأنبياء والشهداء وحسن ذلك رفيقا. تشاء الأقدار أن تودع الجزائر وفي أقل من سنتين ثلاثة من مجاهديها ورؤسائها السابقين، وها هي اليوم تشيع واحدا من مجاهديها الأفذاذ وأبنائها البررة الذين لبوا نداء الواجب الوطني دائما وكانوا في الصفوف الأولى سواء في مرحلة ثورة التحرير أو بعد استرجاع السيادة الوطنية. يرحل المجاهد والقائد والدبلوماسي والرئيس علي كافي الذي سجل مع رفاقه المجاهدين الوطنيين المخلصين صفحات ناصعة في تاريخ الجزائر، متميزة بالعطاء والتضحية والتفاني والإخلاص لهذا الوطن الغالي. لقد كان الراحل الكبير رمزا وآية في التحدي وحب الوطن، إذ منذ نعومة أظافره نذر المجاهد على كافي حياته لأجل وطنه، ومثل أغلب القادة الكبار لهذه الأمة العظيمة فقد انتسب الراحل باكرا إلى حزب الشعب ودشن نشاطه ونضاله بأقدس وأعظم المهن وهي التعليم في مسقط رأسه بالحروش وهو الذي كان يدرك جيدا أن أكبر معارك الجزائريين ضد المستعمر الغاشم تبدأ بتحرير العقول من الجهل والتخلف. ولم ينتظر المجاهد الراحل طويلا بعد اندلاع الثورة المظفرة لينتقل سريعا إلى جبال الشمال القسنطيني وتدرج في سلم القيادة داخل صفوف جيش التحرير إلى أن وصل إلى منصب قائد الولاية التاريخية الثانية التي أدار معاركها بكل تمكن وإقتدار. وبعد الاستقلال ظل الرجل وفيا ومخلصا لنداء الواجب الوطني وتنقل الراحل بين عدة مسؤوليات ومهام أوكلت له للمساهمة في بناء الدولة الجزائرية الفتية، لكن أكبر وأخطر أدواره على الإطلاق كانت حين دعاه الوطن مجددا وهو يئن تحت وطأة الجراح والأحزان في صيف 1992 ومثل كل أبناء هذا الشعب البررة لم يتخلف المجاهد علي كافي عن النداء واستلم مهمة قيادة المجلس الأعلى للدولة في واحدة من أخطر وأدق المراحل التي مرت بها الجزائر بعد الاستقلال. وبعد الخروج من السلطة تفرغ الراحل إلى كتابه شهادته وذكرياته عن أيام ثورة نوفمبر الخالدة وأصدر مذكراته في جزئين وهما اليوم مرجع مهم لكل الدارسين والباحثين وأيضا لشباب الاستقلال..رحم الله المجاهد والقائد علي كافي وأدخله فسيح جنانه. إننا نودع المرحوم بحزن عميق وألم كبير وإذ نقدم تعازينا الخالصة باسم حزب جبهة التحرير الوطني إلى عائلة الفقيد وأسرته الكبيرة، فإننا نعزي أنفسنا في فقدان هذا الرمز الذي جمع صلابة المناضلين وشجاعة المجاهدين وأخلاق الرجال وزبدة الوطنية الصافية. رحم الله فقيد الجزائر وعوضها عنه خيرا في أبنائها المخلصين الذين يحملون وطنهم في قلوبهم كما حمله الرئيس الراحل طيلة حياته وما بدّل تبديلا.