فوضى، عشرات المصابين، سوء تنظيم، رشق بالحجارة واعتداءات بالأسلحة البيضاء ذلك ما ميز أمس عملية بيع التذاكر ال40 ألف الخاصة بنهائي كأس الجمهورية المقرر هذا الأربعاء بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر بملعب 5 جويلية حيث شاهدنا صورا أقل ما يقال عنها أنها لا تشرف تماما الكرة الجزائرية والكل يشتم ويسب مسؤولو المركب الأولمبي محمد بوضياف ومديره يوسف قارة. كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا حين بدأ تدفق الآلاف من أنصار مولودية الجزائر بالدرجة الأولى وبعض مشجعي اتحاد العاصمة على شبابيك الملعب الأولمبي وسط تواجد أمني مكثف في محيط المركب الأولمبي محمد بوضياف ولم تمنع رداءة الأحوال الجوية وتساقط الأمطار محبي الفريقين من التنقل بقوة إلى الملعب لكن كم كانت مفاجأتهم كبيرة حين لاحظوا أن الشبابيك المعدودة التي وضعت تحت تصرفهم اجتيحت منذ الصباح الباكر من قبل بعض المحسوبين على الأنصار وأصحاب السوق السوداء. التذاكر نفذت في ظرف قياسي والكل يتساءل عن وجهتها الحقيقية وعرفت السّاعات الأولى من انطلاق البيع، اشتباكات حادة وخطيرة وسط الأنصار بسبب قلة الأكشاك المفتوحة أمامهم وكانت إدارة ملعب 5 جويلية المسؤول الأول عن الأحداث التي وقعت بعدما كانت قد أكدت على لسان مديرها بأنها ستضع أمام الأنصار 35 كشكا من أجل اقتناء التّذاكر بعيدا عن أي مشاكل، وحتى يتجنبون الانتظار طويلا وهو ما لم يحدث، حيث لم يجد الأنصار أمامهم سوى 3 أكشاك فقط من أجل الحصول على تذاكر المباراة، وهو ما أحدى فوضى عارمة وصلت إلى حد الاشتباك بالأسلحة البيضاء والعصي دون الحديث عن حالات الاعتداءات بالسكاكين والسيوف والسرقة وتكسير السيارات بحق عاش الحاضرون أمس حرب حقيقية امتدت إلى الطريق السريع الرابط بين الملعب وبلدية عين الله وكذا الطريق المؤدي من الملعب إلى بلدية شوفالي حيث تم تحطيم العشرات من السيارات وكذا حافلة لنقل الطلبة. وهو ما حتم على قوات الأمن لتكثيف تواجدها في محيط الملعب وبجانب الأكشاك لتنظيم العملية، حيث تم إعادة تنظيم الأمور مؤقتا في انتظار ما سيحدث في السّاعات القليلة المقبلة واشتكى الجمهور من غلق إدارة الملعب الأولمبي لبعض الشبابيك رغم أنها التزمت بفتح 35 شباكا خلال عملية بيع التذاكر، ومع تهاطل زخات المطر ارتفع منسوب السخط وحدثت انزلاقات وسط الجمهور، استدعت تدخل قوات الأمن لتفريق المشاغبين وتنظيم الطوابير.عملية البيع لم تدم سوى ساعتين ونصف، تم من خلالها بيع 30 ألف تذكرة إلى الأنصار حسب ما صرح به مالك عبد الرحمان مدير الملعب ل»صوت الأحرار«، بعدما تم تخصيص 35 نقطة بيع في محيط ملعب 5 جويلية. تجدد الاشتباكات بعد غلق الأكشاك ومباشرة بعد أن أعلن مسؤولو المركب عن نهاية عملية البيع بعد نفاذ التّذاكر، نشبت مشادات أخرى بين الأنصار الغاضبين والذين لم يتحصلوا على التّذاكر وبين رجال الأمن الذين طوّقوا المكان بسرعة، حيث عبّروا عن تذمرهم من تنظيم العملية التي لم تسمح لهم بالحصول على تذاكر المباراة، كما اتهموا مسؤولي المركب الأولمبي بتسريب التّذاكر لمقربيهم وبيعها في السّوق السّوداء بمبالغ خيالية. »عندنا الدراهم، بيعونا التيكيات« وبعد الحديث مع الأنصار الذين تنقلوا إلى أكشاك الملعب من أجل اقتناء التّذاكر أكدوا لنا بأنه مباشرة بعد نفاذ التّذاكر، بلغ سعر التّذكرة في السّوق السّوداء 2000 دج، وهو ما دفعهم للاحتجاج بقوة على إدارة الملعب ولومها على بيع التّذاكر لبعض الأشخاص المعروفين بنشاطهم في السّوق الموازية ما حرم العديد منهم من الحصول على التّذكر بثمنها الحقيقي وهو 300 دج، حيث تضاعف الثّمن بأكثر من 6 مرات عن سعره الطبيعي. وحسب حصيلة مؤقتة لمصالح الحماية المدنية فقد أصيب 13 شخصا بجروح من بينهم شرطيان في المشادات والمناوشات الذي حدثت بين الأنصار الغاضبين ومصالح مكافحة الشغب على مستوى شبابيك الملعب من جهته، أوضح منسق الشركة الرياضية لاتحاد العاصمة, صالح علاش, أن إدارة الفريق »تنتظر حصتها ال10 آلاف من التذاكر من التذاكر بعدما أرسلنا طلبا وصكا لإدارة المركب الأولمبي«. وأضاف »نتمنى أن تتم عملية بيع حصتنا من التذاكر المخصصة لأنصارنا على مستوى ملعب بولوغين«.