قال أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم المنتهية عهدته، إنه يتحمل مسؤوليته الكاملة عن كل ما حدث من سلبيات في حركة حمس خلال الفترة الممتدة ما بين 2003 إلى ,2013 والتي تزامنت مع التحاق الحركة بالتحالف الرئاسي الذي دافع عنه بقوة، معلنا أنه لن يترشح لعهدة جديدة لرئاسة الحركة، مشيدا بإنجازات رئيس الجمهورية لا سيما فيما يتعلق بميثاق السلم والمصالحة الوطنية. دعا سلطاني في كلمته الافتتاحية لأشغال المؤتمر الخامس للحركة الذي ينعقد بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف بالجزائر العاصمة الحركة إلى العمل بجد على تحيين لوائحها وفتح هيكلتها وإعادة النظر في قانونها الأساسي لمواكبة الحراك المتسارع واستيعاب طموحات الشباب المتطلع نحو مستقبل أفضل بعيدا عن انتهازية من يبحث عن الفرص ليركب موجة غضب الشباب واستثمارها سياسيا وإيديولوجيا. وأوضح سلطاني أنه يتحمل المسؤولية المعنوية شخصيا كاملة عن كل ما حدث من سلبيات بين أوت 2003 وأفريل ,2013 مبديا جاهزيته للمساءلة والحساب أمام هذا المؤتمر وأمام مؤسسات الحركة المخولة غدا. وأضاف المتحدث أن الحركة قد تجاوزت كاريزما الأشخاص خلال العشر سنوات الماضية وأصبحت اليوم معتصمة بكاريزما المؤسسات، مبرزا أن ذلك يعد أكبر عاصم لكل حزب سياسي من قواصم الاستبداد والرغبات الفالتة. واغتنم سلطاني الفرصة ليوجه دعوة لأبناء الجزائر للانخراط جميعا في مسعى التنمية لتحقيق الازدهار الاقتصادي والأمن الاجتماعي لاستكمال بناء دولة المواطنين. وأضاف أن هذه الدعوة تلزم جميع أبناء الجزائر لأن المعركة اليوم هي معركة اقتصادية وتنموية بالدرجة الأولى كما قال. وذكر المتحدث أن حركته مازالت تمتلك أوراقا سياسية رابحة إذا نجحت في مسعى جمع تيار مدرسة الوطنية في الجزائر لاسيما وأنها قدمت عربونا صادقا في هذا الاتجاه، مبرزا أن الحركة ساهمت في استقرار الدولة وحماية الثوابت الوطنية من التطرف في ظروف صعبة مرت بها الجزائر. وحث التيارات الإسلامية على العمل من أجل تأسيس ثقافة التعايش والتعاون والتحالف وأن تدرك أنها إذا لم تتداول على المسؤوليات داخل أحزابها فإنها -كما قال- لن تتداول عليها إذا استلمت الحكم. وقد دافع سلطاني عن مشاركة حمس في التحالف الرئاسي التي سمحت حسبه للحركة بأن تلعب مع الكبار والحفاظ على استقرار الدولة والوحدة الوطنية، كما أشاد بإنجازات رئيس الجمهورية في مجال السلم والأمن وكذا تسوية المديونية الخارجية. وعن تطورات الوضع السياسي قال أبو جرة، إن الجزائر التي تحتفل بالذكرى ال 50 للاستقلال في حاجة، إلى بناء جدار وطني يعصم الثوابت ويحفظ وحدتها ويسمح بتأسيس دستور توافقي على مقاس الوطن، وتساءل المتحدث، إن كانت الجزائر بحاجة إلى ربيع عربي مماثل لذلك الذي عرفته بعض الدول المجاورة، مؤكدا أن الكرة الآن في مرمى النظام الذي يجب أن يباشر بإصلاحات حقيقية.