أبرز المشاركون في الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي الذي انطلقت أشغاله أمس بالجزائر العاصمة على ضرورة تأقلم هذا النوع من الاتصال مع التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا الرقمية ليكون أكثر نجاعة ومصداقية لدى الرأي العام. أوضح صحفيون وخبراء في الاتصال وأساتذة جامعيون في مداخلاتهم خلال هذا الملتقى الذي تنظمه وزارة الاتصال أن التأقلم مع التطورات التكنولوجية سيساهم في التصدي لكل أنواع الإشاعة ويعزز الثقة بين المجتمع والمؤسسات. كما حثوا المكلفين بالاتصال على مستوى المؤسسات على أن يجعلوا من الشفافية مبدأ عملهم الأساسي حتى لا تحل الإشاعة محل الخبر الصحيح والنزيه، معتبرين أن للاتصال المؤسساتي مكانة أساسية في النقاش الاجتماعي سيما حول قضايا الساعة. وتطرق المشاركون أيضا إلى تطور الاتصال المؤسساتي في الجزائر عبر مختلف الحقب الزمنية والنقائص التي يشكو منها والتي يجب تداركها. وفي هذا الصدد أبرز الإعلامي بدر الدين الميلي دور شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الاتصال المؤسساتي الذي يعيش -كما قال- أزمة هيكلة ومحتوى ويفتقر إلى الوسائل الأساسية التي من شأنها ضمان سيره الحسن. أما الإعلامي بلقاسم احسن جاب الله فقد قدم مداخلة لخص فيها تطور الاتصال المؤسساتي في الجزائر منذ الاستقلال موضحا أن هذا الاتصال كان في بداياته يخدم مسار التشييد و البناء الوطني في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى غاية فترة التسعينيات حيث أصبح يهتم أكثر بصورة الجزائر في الخارج بسبب الفترة العصيبة التي كانت تعيشها البلاد آنذاك. وفيما يخص فترة الثمانينيات تحدث جاب الله عن نوع من الرقابة الذاتية التي كانت تميز الاتصال المؤسساتي. غير أن وزير الاتصال محمد السعيد تدخل خلال النقاش لتقديم توضيح في هذا الشأن، مؤكدا أنه لم تكن رقابة ذاتية بل كان هناك فقط حرص على مصلحة الوطن، مشيرا إلى أن الرؤية السياسية وقتها كانت واضحة. وكان اليوم الأول من الملتقى فرصة لممثلين عن قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني لتقديم الهياكل التنظيمية لإدارة الإعلام والعلاقات العامة وإستراتيجية الاتصال المعمول بها في كل هيئة. وبعد أن قدم عرضا عن إستراتيجية الاتصال تطرق رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني المقدم عبد الحميد كرود إلى الرقم الأخضر »1055« الموضوع تحت تصرف المواطنين منذ أكثر من سنتين حيث أفاد بأنه تم تسجيل إلى غاية 5 جوان الجاري ما يفوق 000,200,3 نداء. بدوره تناول مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني عميد أول جيلالي بودالية الهيكل التنظيمي لإدارة الإعلام والعلاقات العامة للمديرية ودورها في إعداد وتنفيذ مختلف الأنشطة الإعلامية متطرقا إلى الرقم الأخضر »1548« الموضوع تحت تصرف المواطنين والذي سجل خلال الثلاثي الأول من سنة 2013 أكثر من 000,160 نداء. للإشارة تتواصل أشغال الملتقى في خمس ورشات حول مواضيع تتعلق بوظيفة الاتصال والاستماع لوسائل الإعلام والرأي العام وأشكال الاتصال لدى المؤسسات، بالإضافة إلى تمويل الاتصال المؤسساتي والخلايا والمكلفون بالإعلام وكذا الاتصال المؤسساتي: التسيير عند الأزمة والتنسيق القطاعي المشترك.