وجهت الجزائر برقية مستعجلة إلى تونس، تفيد أن عملية تهريب كبرى للسلاح يتم التحضير لها انطلاقا من الأراضي الليبية باتجاه الجزائر أو تونس وفق ما أكده مراسل إذاعة موزاييك التونسيةبالجزائر، وأوضح المصدر أن مصالح الجيش الجزائري دعت نظيرتها التونسية إلى رفع درجة اليقظة والمراقبة خاصة على مستوى المثلث الحدودي، بعد عملية فرار جديدة لمعتقلين خطيرين من احد سجون ليبيا، واندلاع اشتباكات مسلحة، قيل أنها بين قبيلتين ليبيتين على الحدود مع الجزائروتونس. تابع المصدر نفسه أن الجيش الجزائري استنفر قواته على الحدود مع ليبيا وتونس، مستخدما الطائرات العسكرية لتوسيع مجال المراقبة ولمنع أي محاولة اختراق لجماعات إرهابية قد تستغل الأوضاع لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، مشيرا إلى أن تحركات الجيش الجزائري تتم بتنسيق كبير مع نظيره التونسي، ومعلوم أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبل الأسبوع الفارط رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وبعده مباشرة الباجي قائد السبسي الوزير الأول التونسي الأسبق وإن كان الهدف الأول من هذين اللقاءين هو البحث عن مخرج للأزمة التونسية بين الترويكا الحاكمة ومطالب المعارضة إلا أن الأكيد أن العلاقات الثنائية والتنسيق الأمني بين البلدين كان في صلب المحادثات. تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن زوّدت الجزائر منذ أسبوعين السلطات الأمنية التونسية بقوائم تضم أسماء أشخاص يُشبته التحاقهم بالجماعات الإرهابية في الأراضي التونسية مباشرة بعد عيد الفطر، مبرزة أن المبحوث عنهم التحقوا حديثا بالجماعات الإرهابية وليس لهم سوابق قضائية، وأكثر من ذلك فقد حذّرت من إمكانية تنفيذ اعتداءات إرهابية داخل التراب التونسي يستهدف عددا من المواقع في ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وبحسب المعلومات التي كشفت عنها تقارير إعلامية فإن مصالح الأمن الجزائرية طلبت من نظيرتها التونسية في مراسلة خاصة، مضاعفة تدابير تشديد الرقابة على عمليات كراء السكنات والشقق في المدن، و أضاف المصدر أن الخلايا الإرهابية النائمة تحرّكت من خلال القيام بكراء شقق وسكنات بأسماء مستعارة وهويات مزورة لاستقبال العناصر المكلفة بتنفيذ عمليات إجرامية. فيما أشارت مصادر أمنية تونسية إلى أنه تم ضبط رسالة لدى أحد القيادات الإرهابية المقبوض عليه في الجزائر، من أمير تنظيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، تطلب من العناصر الإرهابية التحرك باتجاه المدن، استعدادا لتنفيذ العمليات والاعتداءات المنتظرة، في إستراتيجية جديدة لفك الحصار المفروض على معاقل الإرهابيين في الجبال على طول الشريط الحدودي بين الجزائروتونس.