وصل مبعوث لسلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أمس، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في إطار جولته الرامية لتسريع عقد مؤتمر »جنيف 2«. والتقى الإبراهيمي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كما أوردت وكالة »مهر« للأنباء، حيث أجرى الإبراهيمي القادم من زيارة إلى قطر، مشاورات بشأن إمكان عقد مؤتمر للسلام حول التسوية السياسية في سوريا. وقد بحث الإبراهيمي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول أمس، التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف، وكان الإبراهيمي قد وصل يوم الجمعة إلى الدوحة قادماً من أنقرة في إطار جولته الإقليمية، وقال الإبراهيمي في تصريح أمام الصحفيين إن اللقاء كان مثمرا. وقال دبلوماسيون غربيون إن الإبراهيمي ربما اقترح إرجاء انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا، إذا ما أيقن أن الظروف غير ناضجة بعد، ومن المتوقع أن يقترح الإبراهيمي ذلك خلال لقائه الوفدين الأميركي والروسي في جنيف في 5 نوفمبر القادم. وأعلن مسؤول سوري والأمين العام للجامعة العربية في تصريحين منفصلين، خلال وقت سابق، أن موعد انعقاد المؤتمر المذكور هو 24 نوفمبر، فيما أحجم الإبراهيمي عن تحديد موعد محدد للمؤتمر، وأعرب عن أمله بعقده الشهر القادم، وذلك قبل الشروع في جولته الإقليمية. من جانب آخر، قالت تقارير إعلامية إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي مع الإبراهيمي أمس مسألة التحضير لمؤتمر جنيف وللقاء الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزير أشار إلى أهمية استمرار جهود المبعوث الخاص لتشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية للحوار مع الجانب الحكومي وضرورة تأمين مشاركة جميع الدول الإقليمية الرئيسية، واتفق الجانبان على الاستمرار في العمل المشترك لعقد المؤتمر، ومن بينها اللقاء التشاوري في جنيف الذي سيجري 5 نوفمبر بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة. كما بحث لافروف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الوضع في سوريا، وجاء في بيان للخارجية نشر على موقعها الالكتروني أمس أن الوزيرين تناولا خلال المكالمة عددا من القضايا الدولية الهامة بما فيها الوضع في سوريا ومسائل التعاون الثنائي. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكتشو أن الائتلاف الوطني السوري المعارض يميل إلى المشاركة في مؤتمر »جنيف 2« لتسوية الوضع في سوريا. وقال غومروكتشو أمس الأول إن الأخضر الإبراهيمي بحث مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وأعضاء الائتلاف المعارض هذا الموضوع، وأشار إلى أن الائتلاف كان قد أعلن بعد لقاء مجموعة أصدقاء سوريا في لندن أنه لا يرى مانعا للمشاركة في مؤتمر السلام. ونفى المسؤول التركي وضع المعارضة السورية شروطا مسبقة للمشاركة في المؤتمر، موضحا أنه تجري حاليا محادثات حول أهداف ومهام المؤتمر، والمعارضة لا تفرض شروطا مسبقة، بل تريد مقدما تسوية المسائل الخاصة، مثل من وبأي تشكيل سيشارك في »جنيف 2«، وتحديد أهداف المؤتمر ومبادئ إجرائه.