جرت، أول أمس، بفدرت لكويعة بمنطقة أمهريز المحررة مراسم تأبين وتسليم رفات المقبرة الجماعية التي تم اكتشافها شهر جوان الماضي بحضور ذويهم وبإشراف من السلطات الصحراوية وحضور بعثة المينورسو وشخصيات دولية. كما أفادت وكالة الأنباء الصحراوية نقلا عن مصدر رسمي صحراوي أن مراسم التأبين التي حضرها أيضا فريق العمل الذي ساهم في التعرف على الجثث عبر تحليل الحمض النووي بمخابر جامعة الباسك الاسبانية تميزت بتسليم الجثث لذويهم ثم قراءة فاتحة الكتاب والصلاة عليهم بمكان الجريمة بفدرت لكويعة. وقال المصدر أن عملية الدفن واكتشاف مثل هذه المقبرة الأولى »يشكل بداية وقوف المجتمع الدولي على جزء من جريمة الحرب التي اقترفها النظام المغربي في حق الشعب الصحراوي منذ غزوه يوم 31 أكتوبر 1975 «، مبرزا أن وقوف المنظمات والفاعلين الدوليين على آثار تلك الجريمة هو »تكذيب قاطع للمزاعم المغربية« في تقاريرها »المتناقضة« مع الحقيقة على الأرض. وأكد ذات المصدر أن البحث »لازال متواصلا عن العشرات من الصحراويين الذين أطمروا منذئذ في مقابر ومدافن في كل المنطقة بخاصة في المناطق المحتلة وجنوب المغرب، مذكرا بوجود أزيد من 500 مفقود و151 أسير حرب صحراوي لازالوا مجهولي المصير. للإشارة أكد كل من كارلوس مارتين بريستاين و فرانسيسكو اتشبريا كابيلوند معدا التقرير الصادر عن فريق التحقيق التابع لجامعة بلاد الباسك ومؤسسة أرانثادي ومعهد إيغووا بنفس الجامعة في جوان الفارط »تلك الحقائق« في تقرير حمل عنوان أمهيريز الأمل الممكن: المقابر الجماعية والتعرف على مصير أول مجموعة من المفقودين الصحراويين . كما كشف ذات الفريق عن الطريقة الوحشية التي تم إعدامهم بها رميا بالرصاص الحي خارج نطاق القضاء في فيفري 1976 من قبل أفراد من الجيش المغربي إبان اجتياحه لأراضي الصحراء الغربية. وأضاف المحققان أن نتائج التحقيق الذي أنجز في جوان 2013 »تدحض ما جاء في التقرير الذي قدمته السلطات المغربية عن حالة المفقودين الصحراويين الذي اتسم بالغموض وعدم تلبية الحد الأدنى من المعايير الدولية«.