تناقلت معظم وسائل الاعلام العربية والأجنبية، أمس، خبر وفاة المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله، » شيخ المؤرخين الجزائريين «، ومن بينها موقع »اليوم السابع «المصرية، وكالة» الأنباء الصينية« ، »بوابة فيتو«،» شبكة الإعلام العربية محيط«، و»الآن الكويتية« قناة الحرة «، »كويت نيوز«،» دار الحياة«، وغيرها.حيث لم تتوان في ذكر خصال الراحل الذي كان من فحول الفكر المعاصر وأحد أعلام الإصلاح الديني والاجتماعي. ذكر موقع ''اليوم السابع''، عن وفاة المؤرخ الجزائرى، أبو القاسم سعد الله، المعروف ب»شيخ المؤرخين الجزائريين«، الذي توفي ، بمستشفى عين النعجة العسكري، بالعاصمة الجزائر، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 86 عاما.. وعرف سعد الله في الجزائر،يقول المقال ب»المؤرخ الموسوعة«، حيث ألف مجلدات في التاريخ، شملت الكتابة عن الفترة العثمانية في البلاد، وكان أشهر مؤلفاته »تاريخ الجزائر الحديث« الواقع في 9 مجلدات. ومتحدثا عن المؤرخ الراحل، قال شكيب حفرى، أستاذ التاريخ العثمانى، ورئيس قسم التاريخ واللغة التركية، واللغات الشرقية بجامعة الجزائر إن »كل الموجودين من أساتذة التاريخ تتلمذوا على يدي سعد الله«، الذى وصفه ب»الموسوعة الحقيقية والأكاديمي الفذ الذي فقدته الجزائر«. وأضاف حفرى لوكالة الأناضول: »للدكتور سعد الله كتابات عن الفترة العثمانية فى الجزائر، ضمّنها فى مجلدات تاريخ الجزائر الثقافى، والممتدة من القرن 16«وأشار إلى أن سعد الله فى البداية »اتخذ موقفا سلبيا من حكم العثمانيين للجزائر، حيث كان يعتقد أن الوجود العثمانى فى الجزائرى احتلال حقيقى، رفض السماح بالإبداع الثقافى« وأضاف أستاذ التاريخ العثمانى »إلا أن سعد الله غير موقفه تدريجيا بعد عثوره على آلاف الوثائق في الجزائر وتركيا تعود للفترة العثمانية، ظهر من خلالها أن العثمانيين شجعوا الحركة الثقافية في الجزائر من خلال مؤسسات الأوقاف ولم يمنعوها كما كان سائدا لديه«. أما وكالة الأنباء الصينية فتطرقت للموضوع، معنونة مقالها » وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله«. وجاء في المقال الذي قدم سيرة ذاتية للراحل وجاء فيه كذلك »يعتبر أبو القاسم سعد الله من أكبر المؤرخين الجزائريين ومن رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني، وكان حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتلقى مبادئ علوم اللغة وفقه الدين بمسقط رأسه«. كما تم ذكر رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أشاد في رسالة تعزية بخصال ومناقب سعدالله، معتبرا إياه بمثابة »شيخ المؤرخين« و»مرجعا في كل ربوع العالم العربي«. وقال بوتفليقة في رسالته »إن مسيرة الفقيد حفلت طيلة عشرات السنين بجهد دائب في الدراسة والبحث حيث تنقل بين مختلف الجامعات من جامع الزيتونة إلى دار العلوم بمصر وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية.. .وقد أبلى البلاء الحسن في المنافحة عن قضية وطنه إبان ثورة التحرير المباركة، فكان يذود عنها بقلمه ولسانه ضمن رابطة الطلاب الجزائريين بالمشرق«. ومضى يقول »إنه كلما ذكر مؤرخ في المغرب العربي، إرتسمت في الذهن صورة أبو القاسم سعد الله الذي أفنى جل وقته بين المؤلفات والمخطوطات مؤلفا وباحثا ومنقبا، ولعل الغرة الناصعة في الإرث المعرفي الكبير الذي تركه المرحوم للأجيال هي موسوعته في التاريخ الثقافي للجزائر التي أهلته ليكون شيخ المؤرخين وأن يغدو مرجعا في كل ربوع العالم العربي«. فقدت الجزائر علما من أعلام الإصلاح، وقد نعته الجرائد العربية والأجنبية، وكذا من عرفوه ومن درسوا على يديه. فتطرقت وكالة» الأنباء القطرية«،» الحياة اللندنية«، »راديو ساوا«، وغيرها من وسائل الإعلام العربية، والأجنبية التي كتبت عنه، بالبند العريض » وفاة شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله «، كما لم يتوان مثقفون ودكاترة وكتاب في نعي الرجل عبر صفحاتهم الفيسبوكية، الكثير منهم راح يتذكر حواراته مع الرجل، يتأمل صوره إلى جانب الراحل، يقول عنه كلاما يعبر عن حزنه وألمه، فبالفعل الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله، هو المثقف والكاتب والصحفي والشاعر والمحقق والمترجم والناقد والمؤرخ والمعلم والمصلح والرحالة، الذي أفنى حياته كلها في العلم والبحث والتنقيب خدمة لوطنه.