المتجول في شوارع العاصمة، يلاحظ ندرة طاولات بيع المفرقعات المتنوعة وبمختلف أنواعها من العادية الى »الشيطانة« و»القادوس« مرورا ب»الشيخة« و»تريبل بومب«، فجامع ليهود بساحة الشهداء بالعاصمة تقلص به عدد طاولات بيع المفرقعات التي كانت تجلب انتباه المارة في سنوات مضت حاملة أنواعا وأشكالا من الألعاب النارية، الى جانب قلة حركة البيع والشراء هذا ما لفت انتباهنا ونحن نتجول بين صفوف الباعة. عمليات الحجز قلصت عدد طاولات بيع المفرقعات توقفنا عند صاحب طاولة لبيع المفرقعات بساحة الشهداء، أين أكد صاحبها أن النقص الملحوظ يعود الى الرقابة على مستوى ميناء العاصمة لمنع دخول الألعاب النارية، مؤكدا أن ما تحويه طاولته نفسه المتوفر في الطاولات الأخرى، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن نتصور مناسبة كهذه دون اللجوء الى استعمال الألعاب النارية التي تعود عليها أطفال الجزائر منذ الصغر والتي لها أسماء مختلفة: »الشيطانة «، »الدوبل بومب« الى »الصواريخ«. وبخصوص سعر المفرقعات، قال أحد الباعة أن ثمنها يختلف من نوع لآخر وذلك حسب نوعيتها، حيث يصل سعر علبة »المحارق« بين 35 الى 70دج، أما »الستيلو« الذي يطلق ألوانا في السماء فيباع ب 70دج ، الى جانب »زيدان« ب 70دج و أنواع أخرى منها »الفيميجان« ب 1200دج و »البوق« يتراوح سعره بين 800 الى 3000دج، مؤكدا أن »الشيطانة« أكثر المفرقعات طلبا لأنها تحدث أكبر انفجار في الهواء. اعتبر أحد الشباب الذي كان بصدد شراء بعض المفرقعات أنه لا يمكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف دون تفجير المفرقعات، مضيفا في ذات السياق أن ساحة الشهداء كانت في السنوات الماضية، تتحول شهرا قبل الموعد الى حلبة صراع من طرف الشباب الذين يرمون بالمفرقعات فيما بينهم وهذا ما غاب هذه السنة و يعود السبب -حسبه- الى تقلص عدد الطاولات ، إضافة إلى عدم اقبال المواطنين على شراء الألعاب النارية بكثرة مقارنة بالسنوات الماضية . في حين قال »م.ن«، صاحب طاولة بساحة الشهداء المكان الذي يعتبر »امبراطورية المفرقعات« أنه رغم نقص تهريب الألعاب النارية خلال هذا الموسم، الا أن السبب الرئيسي هو عزوف المواطن الجزائري على شراءها ومع ذلك يقول هناك بعض الشباب وخاصة الأطفال الذين قدموا لاقتناء البعض منها خاصة »الشيطانة«، »البوق« و»ليفودغتيفيس«، الى جانب اقبال النساء على شراء بعض الشموع و »النوالات« للإبقاء على القليل من نكهة الاحتفال بهذا اليوم. أطباق تقليدية احتفالا بالمناسبة وكالعادة تقوم العديد من العائلات الجزائرية بتحضير وجبة عشاء، خاصة بليلة المولد النبوي الشريف، حيث تختلف طريقة التحضير لها من منطقة لأخرى، ففي الشرق الجزائري تعتبر »الشخشوخة« الطبق الرئيسي لمثل هذه المناسبة في حين يفضل العاصميون تحضير طبق »الكسكسي« أو »الرشتة«، هذا ما أكدته لنا الحاجة دوجة 82 سنة، وهي جدة ل 6 أحفاد تقول أنها كل سنة تقوم بتحضير »الرشتة« أو »الكسكسي« وتقوم بدعوة الأبناء حتى يحيوا معها المناسبة في أجواء عائلية. أما وهيبة، فتقول أنها اعتادت التحضير للمناسبة يومين قبل الاحتفال، أين تقوم بتحضير »الرشتة« في البيت و»تحمص« الدقيق لتحضر»الطمينة« صبيحة المولد، مثلما تفعل الجزائريات، الى جانب اشعال الشموع وتخضيب أيدي الأبناء بالحناء. في حين تفضل شهيرة 55سنة أن تحضر »الشخشوخة« احتفالا بالمناسبة لأن زوجها من منطقة الشرق الجزائري، مع حرصها على اعداد الشاي وبعض المكسرات للسهرة.