أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية غرداية على احتفالية المولد النبوي الشريف، أول أمس، والتي أقيم جانب منها بمسجد بدر بحي ثنية المخزن، الحفل حضره علماء على غرار الشيخ العلامة علجت ، وشيوخ زاويا ووفود من ولايات مجاوره، وممثلين عن المحافظة السامية للغة الأمازيغية، بالإضافة إلى أعيان المنطقة والنخبة المثقفة من عمداء جامعات ودكاترة وجمع من المصلين. بدأت مراسيم افتتاح الحفل بعد أداء صلاة المغرب مباشرة، بتلاوة آيات قرآنية، تلتها كلمة ألقاها وزير الشؤون الدينية بمناسبة ذكرى مولد المصطفى، منوها بخصال سيد البرية ليعرج على قيم التسامح بين الإخوة المسلمين عموما وأهل منطقة غرداية بالخصوص، مشيدا بأخلاق ساكني ولاية غرداية، لما يمتازون به من كرم وحسن الضيافة.من جهته تطرق مدير الشعائر الدينية الأستاذ بالمهدي إلى الحديث عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مذكرا بخصاله الكريمة وسيرته العطرة . زيارة الوزير الأول إلى المنطقة، جاءت بغرض غرس قيم التسامح ومشاركتهم الاحتفالية لمحو آثار الأحداث الأخيرة التي شهدتها غرداية في الآونة الأخيرة ودفنها وفتح صفحة جديدة تقوم على مبدأ التسامح والتعايش السلمي، حيث تم بعدها تكريم بعض مشايخ المنطقة وحفظة القرآن الكريم والحديث من قبل الوزير الأول ووزير الشؤون الدينية، بجوائز قيمة وشهادات شرفية، بالإضافة إلى مبالغ مالية. مباشر بعدها انتقل الوفد الوزاري رفقة السلطات المحلية إلى المسجد الجديد بقصر بن يزقن، أين شارك الإخوة الإباضيين الاحتفالية ومن خلالها كانت كلمة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف بالمناسبة والتي ذكر فيها خصال الرسول المصطفى والاقتداء بسنته، داعيا أهل مدينة غرداية إلى قيم التسامح التي وصى بها الدين الإسلامي الحنيف، ليختتم الحفل بتتويج الوزير الأول من قبل مشايخ المنطقة وذلك بارتدائه للباس الميزابي التقليدي، احتفالية هذه السنة والتي سادها التنظيم المحكم من طرف القائمين عليها، كونها تعد تاريخية لسكان هذه المنطقة، والتي أقيمت لأول مرة بطابع رسمي من جهة، إلى جانب كونها منطقة محافظة. كما أن زيارة الوزير الأول تركت انطباعا حسنا لدى ساكني ولاية غرداية والذين اعتبروها بادرة خير بمناسبة مولد خير البرية وفي السياق ذاته أشاد أعيان المنطقة من الفئتين بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة، من أجل ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح بين كل أطياف المجتمع الجزائري عموما، وأهل مدينة غرداية بالخصوص . وقد استقبل الوزير الأول في هذا الإطار مطلع الشهر الجاري وفدا من المواطنين يمثلون الساكنين من الإباضيين والمالكيين بغرداية بغرض وضع حد للتوترات التي شهدتها الولاية خلال الأسابيع الأخيرة من السنة الفارطة. واتخذت عديد القرارات عقب هذا اللقاء بهدف ضمان عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بغرداية ومن بينها إنشاء على مستوى البلديات التي مستها هذه الأحداث مجلس حكماء الذي يعد بمثابة فضاء للتحكيم والمصالحة على أسس التعايش المنسجم والسلمي الذي كان سائدا بالمنطقة والمتوارث من الأسلاف منذ عهود طويلة. وكان سلال قد أكد خلال زيارته الأخيرة لولاية البليدة بأنه لا يوجد أي مشكل بين الإباضية والمالكية ومؤكدا أيضا بأن هناك تقاربا بين المذهبين ولا يوجد أي خلاف بينهم بغرداية. مجلس الشيخ عمي السعيد إشادة بالاهتمام الكبير الذي يوليه بوتفليقة لغرداية أشاد مجلس الشيخ عمي السعيد الهيئة العليا للمؤسسات الدينية الإباضية الجزائرية بغرداية في كلمة تلاها خلال فعاليات الاحتفالات الرسمية بليلة المولد النبوي الشريف التي ترأسها الوزير الأول عبد المالك سلال والتي احتضنتها غرداية، بالاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لقضايا الأمة الجزائرية وعلى وجه الخصوص منطقة غرداية وقال، كيف لا وقد وفقه الله إلى لم شمل الجزائريين في المصالحة الوطنية وسجل له ذلك في التاريخ بأحرف من ذهب. وبعد أن شكر المتحدث الحكومة على اهتمامها بولاية غرداية، عبر عن أمله في مواصلة العمل الدؤوب لإنجاح المساعي النبيلة، مؤكدا في نفس السياق أن مشاركة الوزير الأول عبد المالك سلال والوفد المرافق له من رجال الدولة والعلماء هو مساهمة منهم في جمع الشمل.