تلجأ البعض من الجامعيات إلى التوقف عن الدراسة لفترة معينة ليعاودن الالتحاق بمقاعد الدراسة فيما بعد، وأخريات جعلن السنة البيضاء حلهن المؤقت في حالة حدوث حمل بعد الزواج، ونظرا لأهمية الموضوع وانتشاره بصفة كبيرة في أوساط الشباب الجزائري أردنا أن نناقش عن قرب هذه الظاهرة، وفي هذا الصدد استطعنا أن نجمع عدة آراء مختلفة تراوحت بين التأييد والمعارضة للفكرة وكل واحد وأسبابه الخاصة. في هذا الشأن اقتربنا من بعض الأولياء لمعرفة رأيهم في الموضوع وفكرة زواج بناتهم قبل إنهاء الدراسة، أجابتنا السيدة (حورية) بقولها: (لا مانع في الأمر إذا كانت تتوفر شروط المسؤولية في الزوج لأن حلم أي والدين يكمن في رؤية أولادهم يزفون إلى بيوتهم وهم على قيد الحياة، وبالطبع فالأمر يعود أولا وقبل كل شيء إلى الأولاد ومدى قناعتهم ورغبتهم في الزواج)، ولعله الأمر الذي ساعد على انتشار هذه الظاهرة خاصة في أوساط الفتيات، فكثيرا ما تصادفنا حالات لبنات حوامل وهن على مقاعد مدرجات الجامعة أو يحاولن الصعود في الحافلة المخصصة للطلبة، هي ظاهرة اختفت منذ مدة لتعود من جديد وبقوة، لكن يبقى الأمر قناعات. من جهة أخرى كان للجنس الخشن رأيه الخاص هو الآخر فأمين شاب يبلغ من العمر 26 سنة يدرس بجامعة بوزريعة تخصص علم النفس كان من المعارضين للفكرة رافضا أن تكون زوجته حاملا بابنه وتدرس بالجامعة لأن المسؤولية العائلية كبيرة جدا، لذا فمن المحتمل أن لا توفق الزوجة بين بيتها ودراستها ومنها حضورها اليومي للمحاضرات والدروس التطبيقية وكذا اجتياز الامتحانات، مضيفا أن المشكل الأكبر الذي يواجهه هؤلاء مشروع التخرج الذي يحتاج إلى تضحيات كبيرة، خاصة وأن الزواج يحتاج إلى تفرغ تام لتلبية متطلبات المنزل خاصة بالنسبة للفتاة ليضيف:( فأنا شخصيا لن أفكر بالزواج، خلال المرحلة الجامعية مهما كانت الظروف رغم تشجيع أهلي للفكرة، إلا بعد الانتهاء تماما من الدراسة حتى يتسنى لي اختيار شريكة الحياة بعقلانية والتي سأبني معها حياة أسرة بأكملها، فهذه الفترة حسب رأيي للدراسة، وأي شيء آخر سيؤثر سلبا على تحصيلي العلمي). أما رأي حواء فقد كان هو الآخر بين التأييد والرفض حيث تقول (رقية) والتي كانت من المؤيدين للفكرة من خلال تجارب ناجحة عاشتها شقيقتها التي تحدت الصعاب رفقة زوجها إلى أن أتمت دراستها الجامعية: (لا يمكن تعميم الرأي على كل الشرائح لأن كل إنسان وشخصيته، فالبعض يمتلك شخصية قوية والآخر متوسطة والآخر ضعيفة، ومنهم من يتمتع بالكفاءة اللازمة فأنا شخصيا أرى أنه بإمكاني الجمع بين الدراسة والزواج في حال وجود الزوج الذي يشجع زوجته على الدراسة ويراعي ظروفها، لأنه لا يوجد مشكل في زواج الفتاة وهي طالبة، سواء كان ذلك في المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا، لأنه بإمكانها أن توازن بين حياتها الجامعية والأسرية من دون أن يحدث تعارض بين هذه وتلك، لأنه في أحيان كثيرة يكون الزواج والمسؤولية دافعا إضافيا للنجاح، وكل شيء يتوقف على إرادة المرأة وقدرتها على ترتيب حياتها إلى جانب وجود زوج متفهم ومتعاون لإدارة أسرته رفقة زوجته). فيما ترى طالبة أخرى كانت متواجدة بالحرم الجامعي أن الاختلاف الموجود يتعلق بظروف كل فتاة وأولوياتها والنظرة التي رسمتها لمستقبلها، فهناك من تضع الحصول على الشهادة الجامعية على رأس أولوياتها فتؤجل فكرة الزواج إلى ما بعد الدراسة، وأخرى تريد إكمال دراستها وتدرك تماما أن طريق التعليم طويل وربما عروض الزواج التي تأتيها لن تتكرر فتقرر الزواج خلال مرحلة الدراسة، مضيفة أنه إذا كانت الظروف مناسبة وتفهم الزوج أهمية استكمال الزوجة لدراستها، فلا مانع من إتمام الزواج أثناء الدراسة، مع قليل من التنازل والتضحية من قبل الزوجين، لأن الأمر ليس بالبسيط كما يظنه البعض منا.