بادرت وزارة التربية الوطنية مباشرة عقب توقيف الإضراب، وعودة المعلمين والأساتذة إلى أقسام التدريس، إلى تنصيب لجنة مشكلة من مختصين، كلفتها بإجراء عملية مسح وطني على الدروس التي لم يتمّ تدريسها في أوقاتها المقررة، بسبب الإضراب الذي تراوح بين مدة 14 و24 يوما، وإعداد رزنامة وطنية لتدارك الدروس الضائعة، وهو ما كانت التزمت به النقابات المؤطرة للإضراب، وامتعض منه التلاميذ، لأنه يُضيّق عليهم مجالات الراحة. ومقرر أن تصدر وزارة التربية لاحقا منشورا في هذا الشأن. كشفت وزارة التربية الوطنية في بيان أصدرته أول أمس عن أنها نصبت مع نهاية الأسبوع المنقضي لجنة خاصة بالبحث عن أفضل السبل لاستدراك الدروس التي لم تلقن للتلاميذ أيام الإضراب المنتهي، وهذه اللجنة مشكلة من مختصين ومسؤولين بالقطاع، وأوضح البيان أن هذه اللجنة ستشرع في عملها ابتداء من يوم غد، وستعكف على دراسة كيفية استدراك الدورس مع الأخذ في الحسبان مدى التدرج في الدروس على مستوى كل ولاية، بل وعلى مستوى كل مؤسسة تربوية، وبما لا يوقع التلاميذ في اضطرابات أخرى، ويعكر عليهم مسارهم الدراسي. هذه اللجنة مكلفة بالقيام بمسح وطني عام، عبر مديريات التربية والمؤسسات التربوية ذاتها حول الدروس الملقنة من البرامج المقررة، والدروس غير الملقنة، وفي المقام الأول سيؤخذ بعين الاعتبار تلاميذ أقسام البكالوريا، وأقسام شهادة التعليم المتوسط ، وعلى ضوء المعطيات والمعلومات المجموعة تقوم اللجنة بإعداد وتحديد رزنامة زمنية، تُخضعها كل مؤسسة تربوية لظروفها والإمكانيات المُتاحة لديها من حيث أوقات الفراغ، ومن حيث الاستعدادات الزمنية التي يتوفر عليها المعلمون والأساتذة، والنقابات هنا هي الأخرى وفق ما وعدت مطالبة بالإسهام القوي في هذه العملية، وهو ما كانت تعهدت به في حال ما لم تمسّهم الوصاية بخصم من أجورهم. وحسب البيان الصادر، فإن وزارة التربية ستنظر في ما انتهت إليه اللجنة، وتعدّ على ضوء ذلك إلى إصدار منشور بناء على ما توصلت إليه اللجنة من توصيات، وسيوجّه هذا المنشور إلى جميع مديريات التربية، التي هي ملزمة بتطبيقه وتجسيده على أرض الميدان. وعلى مستو آخر، فإن وزارة التربية سجلت عبر هذا البيان ارتياحها لعودة الأساتذة المضربين إلى أقسام الدراسة، وأكدت في نفس الوقت حرصها الشديد على متابعة عملية تعويض الدروس، ولاسيما منهم وعلى وجه الخصوص تلاميذ أقسام الامتحانات الرسمية. ووعدت أيضا في أن لا تدّخر جهدا لتوفير الأجواء الملائمة، التي تمكن التلاميذ من التحضير الجيد للامتحانات المصيرية، واجتيازها في ظروف عادية جدا. ونذكر هنا أن تلاميذ الأطوار الثلاثة تعطلوا عن تلقّي دروسهم المقررة لمدة 24 يوما في بعض المؤسسات التربوية عبر مختلف الولايات، ومدة 14 شهرا لدى البعض منها، وكان ذلك بسبب الإضراب الوطني، الذي خاضته نقابات: »إينباف« ، »كناباست« و »سناباست« للضغط على الوصاية، والسلطات الحكومية الأخرى، من أجل تحقيق جملة من المطالب المهنية الاجتماعية، وقد تحقق لها ذلك إثر مفاوضات تمّت بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال، بين النقابات الثلاث والغازي محمد الوزير لدى الوزير الأول المكلف بإصلاح الخدمة العمومية.