في كل عمل، سياسيا كان أو إنسانيا، هناك المبادرون وهناك التابعون، إلا أنه عند ساعة الحصاد يبرز المزايدون الذين كانت مواقفهم تتسم بالتردد والانتظار ومسك العصا من الوسط، كالقول زنعم ولكنس أو التخفي وراء أداة الشرط المعروفة زإذاس، في محاولة للهروب من تحمل مسؤولية الموقف. خلال الشهور الماضية، حين كان حزب جبهة التحرير الوطني يصدح بموقفه الحاسم من ترشيح الرئيس بوتفليقة للرئاسيات المقبلة، كان الذين يحاولون اليوم احتلال الصفوف الأولى يرددون: نحن مع بوتفليقة إذا ترشح أو إذا سمحت ظروفه الصحية أو إن الوقت لم يحن للإفصاح عن الموقف ويجب التريث حتى تتضح الرؤية. في الوقت الذي كان حزب جبهة التحرير الوطني يرافع، عن وعي وإدراك، لصالح العهدة الرابعة، وكيف أن الرئيس يجب أن يترشح ليواصل قيادة البلاد من أجل الجزائر، كان الذين يتزاحمون اليوم للظفر بالمقاعد الأمامية، يوجهون اللوم لحزب جبهة التحرير الوطني، مرددين في السر والعلن بأن الأمر سابق لأوانه، ويجب أن ننتظر زصاحب الشأنس لكي يفصح عن قراره. وحين كانت قيادة جزب جبهة التحرير الوطني تجوب أرجاء البلاد، تناشد الرئيس للترشح ثم تعلن عن ترشيحه، كان أولئك الذين يزايدون اليوم، يلتزمون الحذر ويطرحون السؤال: هل يترشح الرئيس أو لا يترشح، وكان الصمت هو ملاذهم الأخير. لقد رشح حزب جبهة التحرير الوطني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، لأنه من الطبيعي أن يكون مبادرا وسباقا في هذه المسألة، لأن الأمر يخص رئيسه الذي أثبت جدارته في قيادة الدولة، ولأن هذا الموقف الداعم للرئيس، موقف ثابت يلتزم به الحزب من أجل مصلحة الجزائر أولا وأخيرا، ذلك أن الحصيلة الإيجابية للرئيس، منذ توليه رئاسة البلاد في سنة 1999 وقبل ذلك التاريخ، تؤهله بجدارة واستحقاق لخوض المعترك الانتخابي والرهان على ثقة الشعب. وليس الدافع، كما يروج الناقمون، حسابات شخصية أو ضيقة، بل الدافع الرئيس لترشيح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة هو ضمان الاستمرارية لمشاريع البناء والتعمير، من أجل تحقيق طموحات الشعب في حياة أفضل وعيش أكرم، من خلال تكريس الأمن والاستقرار وترقية المستوى الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا ومواصلة ترسيخ الإصلاحات الشاملة. إن المنجزات الضخمة التي تحققت تحت قيادة رئيس الجمهورية، ماثلة أمام الجميع. تلك هي الحقيقة الناصعة المتمثلة في العمل الجبار الذي تقوم به بلادنا في مختلف القطاعات التي، تعرف اليوم حركية واضحة وتنتج خيرات جديدة لفائدة المواطنات والمواطنين، أينما كانوا في ربوع الجزائر. لقد قطع الرئيس بوتفليقة الشك باليقين وأصبح ترشحه واقعا، وعلى كل الذين ترددوا والذين شككوا والذين انتظروا، أن تكون المنافسة بينهم، ليس لكي يستفيد هذا الفريق أو ذاك، بل لكي يكون الفوز لصالح المرشح عبد العزيز بوتفليقة. إن حصاد الرئاسيات المقبلة يجب أن يعود على الجزائريين والجزائريات، فهم الأحق بجني الثمار والحصول على الغنيمة، وإنهم لمنتظرون.