تقترح الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، على عشاق موسيقى الجاز بالجزائر يوم 28 أفريل الجاري، حقلا موسيقيا ساهرا للفرقة الموسيقية العالمية» نايتس إن تونيزيا» احتفاء باليوم العالمي للجاز الذي أقرته منظمة اليونيسكو منذ 1102. فرقة»نايتس إن تونيزيا» مكونة من عازف البيانو ورئيس الجوق جان كريستوف شولي الذي خاض مغامرة الموسيقى الشعبية منذ أكثر من 10 سنوات وجاب كل أنحاء العالم، كما سيكتشف الجمهور الفنان جوفروا دو مازور عازف الترمبون و جاسر حاج يوسف عازف الكمان الذي شارك في الاوركسترات العربية المرموقة. وتتكون الفرقة أيضا من عازف الساكسوفون فانسان ماسكار ،عازف البوق جوفروا تاميزيي ، مهدي أكسور مغني الأوركسترا الوطنية ??بارباس??، ستيفان غالان على ألة الايقاع ، جان لوك ليهر عازف الباس و ميتا ايقاعي موهوب. الحفل يأتي احتفاء باليوم العالمي لموسيقى الجاز التي أقرته منظمة اليونيسكو، وهي المرة الثالثة على التوالي وتم اختيار فرقة »دياقونال» »نايتس إن تونيزيا» للموسيقي جان كريستوف شولي، من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي » لتغني بالجزائر حيث أنها تعتبر مشروع يجمع بين رقة الموسيقى والغناء العربي وحرارة ايقاعات الجاز وبين الايقاعات المغاربية الأندلسية في أحضان موسيقى الجاز الشرقية. الجدير بالذكر، أن موسيقى الجاز بدأت إرهاصاتها الأولى تقريباً في منتصف القرن التاسع عشر، وفي نيو أورلينز الواقعة على نهر المسسيبي الهاديء، حيث احتوت تلك المدينة في ذلك الوقت خليط من المهاجرين الأسبان والإنجليز والفرنسيين يكونون معاً طبقة الأسياد حيث يمتلك كل منهم عدد وفيراً من العبيد الذين يسخرونهم في جميع الأعمال وخاصة الزراعة. و في هذه الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية التي تزامنت مع إلغاء نظام الرق والعبودية عام 1863 ونهاية الحرب الأهلية الأمريكية عام 1865 من جهة أخرى، وجد العبيد الزنوج أنفسهم أحرار في مدينة نيو أورليانز التي تكثر فيها علب الليل وصالات الرقص الأوربي مثل الفالس والبولكا التي تنتشر في كل أنحاء المدينة خصوصاً شارع رامبارت. و هكذا بدأت الموسيقي الأوربية رويداً رويداً تختلط بالايقاعات والألحان التي احتفظ بها الزنوج وتوارثوها جيل بعد جيل لأنهم كانوا يرددونها أثناء العمل في حقول القطن وأثناء سمرهم في ميدان الكونجو، كما أخذ الزنوج يستعدون هذه الإيقاعات من خلال صنع الطبول الضخمة التي تسمى تام تام أو بامبولاس. وامتزجت تلك الألحان الأفريقية أيضاً بالألحان التي تعلموها في الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانيه مع صرخات عذاب العبودية وتعبيرات روحهم المكتئبة المتأثرة بالموسيقي الوثنية والموسيقا الأوربية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت. كثرت فرق الجاز بشكل كبير، ولأنها كانت كثيرة التنقل من مكان لمكان فالبيانو لم يدخل في تكوين هذه الفرق إلا حوالي .1920 ومنذ بداية القرن العشرين أخذ الجاز يتقدم بشكل متعثر للأمام. ففي البداية حاول بعض البيض تكوين فرق خاصه بهم تعزف موسيقي الجاز التي يدونونها بالنوتة ولكنهم لم يصيبوا النجاح، لأن الروح الزنجية الصارخة التي كانت الطابع الأغلب على موسيقي الجاز وقتها كانت تعوزهم. لكن الموسيقيين البيض لم يفقدوا الأمل وعملوا بعد ذلك على تطوير نوع جديد من موسيقي الجاز أطلق عليه اسم ديكسي لاند، أخذ ينتشر تدريجياً في أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية بفضل الأفلام السينمائية وشركات الاسطوانات حتى قامت الحرب العالمية الثانية. في هذا الوقت وأثناء الحرب العالمية الأولى انتقلت زعامة موسيقي الجاز من نيو أورلينز إلى شيكاغو التي احتوت على عدد أكثر من الملاهي والبارات وعلب الليل، كما انتشرت موسيقا الجاز وقتها في أكثر من ولاية مثل بالتيمور وواشنطن ونيويورك وبوسطن، وفي كل مدينة كانت فرق الجاز تحاول أن تضم إليها عازفين من مدينة نيو أورلينز التي كانت تعتبر المعهد الذي أخرج أشهر العازفين وأمهرهم في الارتجال. بداية من عام 1945 بدأ الموسيقيون في فرق الجاز ثورة ضد الوظيفة التقليدية للموسيقا التي يعزفونها وهي تحريك أرجل الراقصين، وظهر اعتقاد بين عدد من موسيقي الجاز بأنهم يقدمون فن راقي يستحق الإصغاء والاستماع إليه باحترام. و هكذا أخذت موسيقا الجاز طريقاً جديداً فاختفي منها الارتجال وقل استعمال الإيقاعات الساخنة وأصبحت المؤلفات الجديدة تميل إلى البطء وإلى التعبير العاطفي في ألحان ذات طابع غنائي وأطلق على هذا النوع الموسيقي اسم الجاز البارد. في الستينات كان الجاز قد بلغ أوج مجده وسموه أرفع المستويات، وقتها كان الجاز فن راقي تتبناه الطبقة البرجوازية الأمريكية، ويعزف في الأوبرا والقاعات الفاخرة، حتى ظهر سيسل تايلور وهو عازف بيانو نادى بالعودة بالجاز إلى أصوله القديمة بعد أن كان قد بلغ في سموه أرفع المستويات. وكان أحد زعماء هذه الحركة جون كولتران الذي قال في إحدى المرات : ''أحب أن أري الناس من حولى يرقصون وأنا أعزف''