نفت الجزائر أمس على لسان وزير المالية كريم جودي تقريرا أوردته صحيفة الأندبندنت البريطانية، كشف عن وجود محادثات سرية تجريها حاليا عدد من الدول العربية من ضمنها الجزائر بهدف تحويل العملة المستخدمة في تجارة النفط من الدولار إلى الأورو، وقال جودي أن الجزائر ليست بحاجة لاستبدال الدولار. قال وزير مالية كريم جودي »الدول المنتجة للنفط تحتاج عائدات كبيرة لكن..لا أرى حاجة لتقويم تجارة النفط بشكل مختلف«، وفي ردا على سؤال طرحته رويترز على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي في اسطنبول على جودي حول ما جاء في تقرير نشرته صحيفة »أنديندنت« البريطانية، قبل أسبوع، تحت عنوان »زوال الدولار«، أكد فيه إن دولاً عربية وخليجية من بينها الجزائر تخطط للتحول نحو سلة عملات بديلة عن الدولار، أكد الوزير قائلا »أن هذا غير صحيح على الاطلاق«. وتراجع الدولار الأمريكي فيما ارتفعت قيمة الأورو بعد التقرير الذي كتبه مراسل شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك على موقع الأندبندنت على شبكة الانترنت. واستند في روايته إلى مصادر لم يفصح عن هويتها في دول الخليج العربية ومصادر مصرفية صينية في هونج كونج. وجاء في التقرير أن وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في روسيا والصين واليابان والبرازيل عقدوا اجتماعات سرية شاركت فيها فرنسا بشأن هذه الخطة التي ستقتضي عدم استخدام الدولار في تسعير النفط. ولم يوضح تقرير كيف سيتم استبدال الدولار في وقت شكك محللون في أن تحدث مثل هذه الخطوة قريبا، ويوضح المختصون أنه بينما قد تجد الدول بشكل منفرد أن من السهل عليها نسبيا التوقف عن استخدام الدولار في تجارة النفط كما فعلت إيران و العراق مؤخرا غير أن تغيير العملة التي يجري تسعير بيع البترول بها ستحتاج جهودا هائلة. وسبق وأن فندت الجزائر في الكثير من المناسبات سيناريو تخليها عن التعامل بالدولار، الذي يعود للواجهة في طل مرة يفتح فيها ملف معادلة مبادلات الجزائر التجارية في ظل تدهور قيمة الدولار، حيث تبيع الجزائر بترولها وغازها بالدولار كعملة دولية، تجرى بها المبادلات الواسعة باتفاق بين جميع الأطراف، ولكنها تستورد وتشتري حاجاتها من المواد الغذائية والتجهيزات الصناعية وغير ذلك من ضروريات الاقتصاد، من البلدان الأوروبية ذات العملة الغالية "الأورو" وبالنظر إلى الفرق الكبير بين العملتين، فإن الجزائر تتكبد هذا الفرق الذي يزيد على مئات الملايين من الدولارات. وبهذا الخصوص سبق وأن أوضح وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل بهذا الخصوص أن »التراجع الكبير للدولار مقابل الأورو ليس له تأثير كبير علي القدرة الشرائية للجزائر«، مبررا ذلك بالتصاعد المستمر لأسعار البترول الذي »يمتص ذلك الفارق المتزايد بين العملتين«. وأوضح خليل خلال أنه بالرغم من أن 98 بالمائة من الصادرات الجزائرية محروقات متعاملة بالدولار مقابل حوالي 50 بالمائة من الواردات الجزائرية تتم الأورو فإن السعر القياسي لبرميل البترول يتحمل عبء الخسارة. وقال خليل أنه في حال استمرار ضعف الدولار الأمريكي أمام الأورو قد تلجا الجزائر إلي تنويع مصادر تموينها عن طريق الزيادة في الشراء من مناطق التعامل بالدولار، مشيرا إلي صعوبة تغيير الممونين في آجال قصيرة.