ستنظّم جامعة 20 أوت 1955 ملتقى دولي حول » الجزائر ومشاريع بناء السلم الإقليمي في منطقة الساحل الإفريقي« وذلك بومي 25 و26 نوفمبر القادم، للوقوف على أهم الرهانات والتحديات التي تطرحها مشاريع بناء السلم في منطقة الساحل الإفريقي، مع محاولة رصد وتقديم قراءة في واقع الإستراتيجيات المتبعة محليا، إقليميا ودوليا لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، وانعكاسات ذلك على الجزائر. الملتقى الدولي »الجزائر ومشاريع بناء السلم الإقليمي في منطقة الساحل الإفريقي، الرهانات والتحديات« الذي ستنظّمه كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة 20 أوت,1955 جاء في وقت أضحى فيه موقع الجزائر الممتد في الصحراء التي تشغل الحيز الأكبر من مساحتها ووقوعها في نقطة تقاطع إستراتيجية بين شمال ووسط إفريقيا وإطلالها بحدود جد طويلة على شاطئ الساحل الإفريقي الذي يحتوي على جميع بذور النزاعات الموجودة في إفريقيا، يجعل أمنها القومي منكشفا من هذه الجهة خاصة مع تسارع وتيرة التفاعلات التي تحدث فيها والتي تؤثر بطريقة مباشرة على الوضع في الجزائر، وللتطورات التي تأخذها هذه التفاعلات في كل مرة في ظل تدخل فواعل خارجية بمشاريع تؤثر مباشرة على الأمن القومي الجزائري. ذات الوضع يوجب على الجزائر، حسب منظّمي الملتقى، التصدي للتهديدات والمخاطر الأمنية القادمة من دول الجوار، وما أسموهم»الدول الفاشلة« والمشاريع الأجنبية التي لديها في الغالب مصالح متناقضة مع مصالح الجزائر في المنطقة، من خلال دعم وتنسيق جهود بناء السلم هناك، على اعتبار أن هناك علاقة ارتباط وثيقة بين القرب الجغرافي وعملية تحديد الأولويات الوطنية للسياسة الخارجية. وبناء السلم، حسب الجهة المنظّمة للملتقى الدّولي، عملية تهدف بالدرجة الأولى إلى الحد من مخاطر الوقوع في النزاعات المسلحة أو العودة إليها في دول المنطقة الخارجة من الحرب، خاصة في مالي ما بعد التدخل الفرنسي وليبيا ما بعد نظام القذافي والنيجر ما بعد الحرب بدرجة أقل، كما أن بناء السلم، حسبهم أيضا، يمكن أن يؤدي مجموعة من الوظائف في إطار أفق جماعي، منها استعادة أو تجديد العقد الاجتماعي، وعودة الاستقرار وضمان وتحقيق المصالحة وتطوير ثقافة العمل المشترك في المنطقة وخلق القدرة على مواجهة الانحرافات والتهديدات والمخاطر الممكنة في إطار جماعي.الملتقى سيعالج إشكالية التحديات المرفوعة أمام دور برامج بناء السلم الإقليمي في منطقة الساحل الإفريقي، برامج من المفروض أن تهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية لتشجيع التعايش وتثبيت الحل السلمي للصراع، بالإضافة إلى تحفيز الانتعاش الاقتصادي لخلق فوائد عامة للسلام، والمساعدة في إعادة أو تأسيس الخدمات الإدارية الأساسية، عن طريق جمع الأطراف الفاعلة ذات الصلة لحشد الموارد وتقديم المشورة بشأن استراتيجيات بناء السلم والانتعاش في فترة ما بعد النزاعات المسلحة، »غير أن هذه البرامج والمشاريع تمرر عبرها مصالح القوى الفاعلة من المشرفين عليها فتطرح بذلك تحديات حقيقية في وجه بناء السلم المأمول لدول المنطقة وتخلق تهديدات ومخاطر جديدة للأمن القومي الجزائري«.