تعاون الأستاذ والدكتور بوحنية قوي في إصداره الأخير الموسوم « الديمفراطية التشاركية.. في ظل الإصلاحات السياسية والإدارية في الدول المغاربية» الصادر عن دار الحامد الأردنية مع العديد من الباحثين، لوضع كتاب يشرح وبنحو مفصل الظاهرة الديمقراطية في دول المغرب العربي سيما الجزائر وتونس والمغرب، في محاولة جادة لتأصيل الخيار الديمقراطي في هذه الدول. لا ينكر المؤلف في مقدمة الكتاب الجهود المبذولة في الدول موضوع البحث من أجل تكريس أنظمة ديمقراطية، تقوم على صيغ مختلفة تراعي فيها كبيعة كل مجتمع ونوع الحكم المعتمد، ولكنه في ذات الوقت بقف عند حقيقة أن هذه الدول ابتليت بدساتير تصاغ بتأنق دلالي ينمق الديمقراطية التشاركية ويسوق للديمقراطية التشاركية بشكل يوتوبي خيالي لا يتطابق في ألياته مع سبل تجاوز الصعوبات التي يفرضها الواقع. ومن ثمة تأتي إشكالية الكتاب السبب الرئيس الداعي لوضعه، كمؤلف-أكاديمي بالدرجة الأولى- ساهم فيه فريق بحثي متكون من أساتذة مرموقين ذوي سمعة. يستهل الكتاب بورقة بحثية للأستاذ الدكتور بوحنية حول «الإعلام الحديث والديمقراطية التشاركية: من الإدارة إلى البرلمان»، حيث تناول فيها الملامح الإعلامية والأدوات المنهجية التي تسمح بتناول الموضوع تناولا علميا ومختلفا يساهم في بلورة العلاقة بين الإعلام والديمقراطية لاسيما ما ميلاد الرقمنة كمنبر إعلامي مهم وفعال، وأمام الموج الدافق في الوسائل الاتصالية يجد الباحث نفسه أمام ملامج جديدة تتمثل أساسا في الاتجاه المنادي بإعادة النظر في دور الصحافة وهو اتجاه أمريكي بالأساس، كما يعد تزايد الكتابات حول تحرير الفضاء الاجتماعي معلوماتيا وإعلاميا من بين تلك الملامح الضرورية لضبط علاقة الإعلام بالديمقراطية التشاركية. يتناول الكاتب في نفس الورقة ميلاد ما يعرف بالديمقراطية الإلكترونية وضرورة إعادة النظر في المفهوم الإجرائي المتوارث للديمقراطية، لاسيما ونحن نعيش واقعا يتسم بحقيقة وواقع تحول الرقمنة إلى ألية لتعزيز الديمقراطية. وفيه يظهر بشكل جلي علاقة الديمقراطية بالإعلام، حيث يظهر دور الأخير في الحياة السياسية بنحو واضح فيما يعرف بشخصنة السلطة عبر وسائل الإعلام وبالخصوص التلفزة، كما يظهر دور الإعلام أيضا في وضعه لجدولة وضبط أجندة للمشاكل والرهانات المطروحة سياسيا، كما أصبح الإعلام أهم ساحة سياسية لكل الفاعلين في الحياة السياسية، كما أن الأعلام يمكن المواطن دائما من معرفة أهم الأحداث بل ويخلق له تصورا محددا بخصوصها.. يحوي الكتاب أيضا على مجموعة من البحوث أهمها: «إدماج مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي- حالة الجزائر والمغرب.. دور المواطن، المجتمع المدني والقطاع الخاص في صياغة المشروع التنموي المحلي»، للباحثين عصام بن الشيخ والأمين سويقات، وأيضا موضوع عن «فساد المجالس المحلية المنتخبة وإصلاح الإدارة المحلية بالجزائر» للأستاذ الدكتور قوي بوحنية، وموضوع موسوم ب»جودة أداء المؤسسة التشريعية من خلال تشريك وتمكين المرأة-حالة الجزائر»، لنفس الكاتب ومحمد الطاهر عزيز. وساهم كل من عصام بن الشيخ والأمين السويقات بموضوع عن «دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في التنمية المستدامة: مدخل الإدارة المحلية». بقع كتاب «الديمقراطية التشاركية» للدكتور بوحنية قوي في حوالي 280صفحة من الحجم المتوسط، صدر عن دار الحامد للنشر والتوزيع بالأردن .2014