عدلت أمس، جبهة القوى الاشتراكية عن موقفها وقررت تلبية دعوة وزير الدولة أحمد أويحي والمشاركة في مشاورات تعديل الدستور، وبعد أسبوع من مشاركته في ندوة الانتقال الديمقراطي إلى جانب الأحزاب التي رفضت الاستجابة لدعوة أويحيى وفضلت المضي لوحدها باتجاه التغيير الذي تنشده، برر الأفافاس موقفه الجديد برغبته في إعادة بناء إجماع وطني، وهو الموقف الذي يفتح الباب أمام الكثير من تساؤلات حول خرجات أقدم حزب في المعارضة. أعلنت جبهة القوى الاشتراكية الاستجابة لدعوة رئاسة الجمهورية والمشاركة في المشاورات حول مشروع مراجعة الدستور التي كلف بإدارتها وزير الدولة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى. وأفاد بيان للأفافاس نشر أمس على الموقع الإلكتروني للحزب أنه »في إطار المشاورات حول مرا جعة الدستور تسلمت جبهة القوى الاشتراكية دعوة من مدير ديوان رئاسة الجمهورية. وفي إطار روح الإجماع والاتصالات السياسية التي شرع فيها لإعادة بناء إجماع وطني قررت جبهة القوى الاشتراكية الاستجابة لهذه الدعوة للإدلاء برأيها حول الوضع السياسي والمؤسساتي في البلاد«، خلال لقاء سيجري بمقر الرئاسة غدا. وقرر »الأفافاس« المشاركة في المشاورات من أجل إعطاء رأيه والتعديلات التي يراها مناسبة، خاصة وأنه أعلن إطلاقه مشاورات مع »الفاعلين السياسيين والاجتماعيين«، من أجل عقد »ندوة إجماع« لما أسماه حزب الزعيم التاريخي أيت أحمد ب »الخروج الديمقراطي والهادئ من الأزمة الوطنية«. ويثير هذا الموقف الجديد لحزب »الدا الحسين« العديد من التساؤلات حول خرجاته السياسية الأخيرة منذ رئاسيات 17 أفريل الماضي التي سكت عنها أقدم حزب معارض في الجزائر في وقت كان الجزائريون ينتظرون منه موقفا واضحا وصريحا. كما أن الملفت في إعلان الأفافاس قبوله المشاركة في مشاورات تعديل الدستور جاء بعد أيام فقط من مشاركته في أشغال ندوة الانتقال الديمقراطي إلى جانب الأحزاب المنضوية تحت قبعة تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي والتي رفضت الاستجابة لدعوة أويحيى وفضلت المضي لوحدها باتجاه التغيير الذي تنشده وهي المشاركة التي جاءت بعد كر وفر أبداه الأفافاس حيال فكرة الندوة التي لم يخف قبل فترة وجيزة رفضه المشاركة فيها قبل أن يغير موقفه ويقرر المشاركة في الندوة بحجة »تثمين فكر التوافق ورغبة في إبداء الرأي حول الندوة ولأسباب ذات صلة بمبادئ الجبهة«، وهو الموقف الذي رأى فيه العديد من المتتابعين للشأن السياسي بمثابة رفض غير مباشر للانخراط في مشاورات تعديل الدستور التوافقي. وحاولت أمس »صوت الأحرار« الاتصال بقياديين في جبهة القوى الاشتراكية للحصول على مزيد من التوضيح حول قرار المشاركة في المشاورات، غير أنه لم يتم الرد على اتصالنا. في وقت تذهب الكثير من التحاليل السياسية إلى الإجماع على أن التحول الذي طرأ على مواقف حزب جبهة القوى الاشتراكية، تعكس حالة مخاض يعيشها الحزب وجنوحه إلى مسك العصا من النصف في مواقفه خاصة في مثل هذا الظرف الحساس الذي تشهده الجزائر والذي يفرض على الأحزاب السياسية عموما وعلى حزب بحجم الأفافاس عدم البقاء في المنطقة الرمادية إذ لا هو مع السلطة ولا هو مع المعارضة.