تستعد عديد العائلات الجزائرية لاستقبال شهر رمضان المُعظم المرتقب يوم السبت أو الأحد المقبلين، وتتجسد هذه الاستعدادات أساسا في عملية تنظيف وتزيين المنازل وشراء الأواني والمواد الغذائية التي تُستهلك في هذا الشهر الفضيل مثل الفريك، التوابل، الزبيب وغيرها خاصة وأن أسعار هذه الأخيرة في ارتفاع متواصل منذ بضعة أيام. يعتبر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان من عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، كل حسب منطقته، وهو ما يتجدد كل سنة عبر عديد البيوت، في هذا السياق، أكدت لنا بعض ربات البيوت اللائي تحدثن إلينا، أنهن اعتدن على البدء في التحضير لرمضان المُعظم قبل بضعة أيام وحتى أسابيع وذلك عبر شراء بعض الأواني وأدوات المطبخ، ومنهن من يُصر زوجها على إعادة طلاء وتزيين قاعة الاستقبال أو المطبخ أو قاعة الأكل وذهبت إحداهن تقول »أنا خصصت آخر عطلة أسبوع لشراء بضعة أواني كالصحون المُخصصة للحساء والملاعق إضافة إلى قدر لطهي الفريك وقد اكتفيت بذلك بالنظر إلى الأجر الشهري المحدود لزوجي هذا الأخير يلجأ دوما قبل ثلاثة أشهر عن موعد رمضان إلى وضع مبلغ مالي على الجانب تحضيرا لظاهرة ارتفاع الأسعار التي أصبحت عادة خلال هذه المناسبة الدينية«. وذهبت أخرى إلى التأكيد بأن زوجها يلجأ قبل قدوم هذه المناسبة إلى شراء مادة الفريك من ولاية سطيف أو شلغوم العيد على أن تتكفل هي بشراء المواد الغذائية الأخرى التي تُستهلك في شهر رمضان مثل التوابل، الزبيب الفواكه المُجففة وغيرها إضافة إلى تحضير الخضر الموسمية وتجميدها في الثلاجة بسبب ارتفاع أسعارها، تقول، بمجرد اقتراب هذا الشهر. ولا يغيب على المرأة الجزائرية طبعا الاهتمام بكتب الطبخ سواء كانت لأطباق تقليدية أو عصرية حرصا منها على إعداد أفضل وألذ الأطباق لإضافة نكهة أو لمسة جديدة في طريقة طبخها، وحول هذا الموضوع، قالت إحدى العاملات في مؤسسة وطنية بأنها تحرص على طبخ كل مرة أطباق جديدة وحتى أطباق شرقية تُضاف إلى شربة الفريك التي اعتادت عليها كل العائلات.ومن هذا المنطلق، تشهد الأسواق الجزائرية هذه الأيام خاصة خلال عطل نهاية الأسبوع حركة دءوبة من طرف المواطنين وتتمحور أهم المُشتريات، حسب ما أورده لنا بعض التجار، حول المواد الغذائية وغير الغذائية الخاصة بالتحضير لشهر رمضان، وهو ما جعل عديد التجار يستغلون الفرصة لرفع أسعار مختلف السلع بما فيها الاستهلاكية أو الأواني وغيرها..يأتي ذلك في ظل تأكيد الإحصائيات الرسمية على ارتفاع معدل شراء المواد الاستهلاكية عشية وخلال شهر رمضان إلى 70 بالمائة مقارنة بالأشهر الأخرى من السنة.عكس ذلك تماما، هناك عائلات أخرى وإن كانت قليلة لا تعطي أهمية لمثل هذه التحضيرات، فهي تُفضل تناول وجبة الفطور في المطاعم الكبرى، ظاهرة وإن كانت غريبة عن المجتمع الجزائري إلا أنها أصبحت واقع تعيشه بعض العائلات الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، يحدث ذلك في ظل المنحى التصاعدي الذي تشهده أسعار الخُضر والفواكه ومختلف أنواع اللحوم خلال الأيام الجارية والذي يحول دون تمكن عديد العائلات من اقتناء حتى المواد الأساسية كالتمر مثلا الذي لا يغيب عن موائد العائلات الجزائرية لكن ارتفاع سعره الذي يتراوح هذه المرة بين 480 و700 دج للكيلوغرام الواحد يجعل هذه المادة بعيدة عن متناول الطبقة الضعيفة والمتوسطة.