تشهد الأسواق المحلية بولاية ورقلة نشاطا غير مسبوق خلال هذه الأيام على الرغم من الإرتفاع الشديد في درجة الحرارة مما يوحي باقتراب حلول شهر رمضان المعظم و انطلاق التحضيرات الخاصة به، حسب ما لوحظ. و تعرف "سوق الأحد" الشعبية الواقعة بقلب حي القصبة القديمة وسط مدينة ورقلة حركة كثيفة خاصة من قبل ربات البيوت اللاتي أثرن الخروج لاقتناء كل ما يلزمهن تحضيرا لاستقبال الشهر الفضيل حيث يتزاحمن على محلات وطاولات بيع مختلف أنواع التوابل و البهارات التي تشتهر بها المنطقة. وتقول السيدة سليمة ربة بيت "بأن توابل شهر رمضان المبارك لها نكهة خاصة تستدعي اقتناء الجديد منها و لا يمكن إعداد أطباق رمضان دون نكهات هذه التوابل المميزة". ومن بين التوابل الأكثر طلبا حسب صاحب محل للبقالة الذي تنتشر عبر زواياه رائحة هذه التوابل يبرز رأس الحانوت و الكروية و الكسبر و مسك الجبير و الفلفل الأحمر الحلو و الحار و الأسود و حبة حلاوة و القرفة و القرنفل و غيرها من التوابل التي تلقى رواجا كبيرا بالمنطقة. كما تشهد محلات طحن الحبوب الجافة بدورها نشاطا كبيرا حيث تقبل ربات البيوت عليها بكثافة بغرض طحن أو اقتناء ما يلزمهن من مختلف أنواع الفريك (قمح أو شعير) مثلما تشير إليه السيدة يمينة (60 سنة) بقولها "أن أفضل و أجود أنواع الفريك هو الذي نشرف على إعداده بأنفسنا بكل عناية". ومن بين المواد الإستهلاكية الأخرى التي يكثر عليها الطلب عشية حلول الشهر الفضيل و التي يتنافس التجار في عرضها و تعلوا حناجرهم في ضوضاء السوق تفاخرا بها تبرز المواد المجففة على غرار البرقوق و الزبيب التي تستخدم في تحضير طبق الحلو اللذيذ الذي يرافق مائدة الفطور في اليوم الأول من الصيام مثلما جرت العادة. وغير بعيد عن محلات البقالة يلاحظ كذلك إقبال لربات البيوت على محلات بيع الأواني المنزلية حيث تفضل الكثير من الورقليات تغيير أو تجديد أطقم الأواني لديها أو اقتناء أواني فخارية تصلح للطبخ في مثل هذه المناسبة المقدسة كما تقول السيدة إكرام ربة بيت (30 سنة ) " شهر رمضان المعظم فرصة لاقتناء بعض الأواني المنزلية وأنا أفضل اقتناء أطقم جديدة مع اقتراب هذا الشهر الكريم في كل سنة لإضفاء جو مميز وجديد على طاولة الإفطار ومطبخ البيت". ومن الملاحظ أن "سوق الأحد" قد اكتست بانتعاش التجارة فيه حلة جديدة من خلال تركيز التجار على تزيين محلاتهم ترحيبا بهذا الشهر المبارك و يتنافسون من أجل عرض مميز للسلع و المواد الغذائية في ديكور خاص بغية جلب أكثر عدد من الزبائن الذين تزداد أعدادهم كل يوم على الرغم من حرارة الطقس الشديدة و ارتفاع الاسعار.