استقطبت أولى الرحلات البحرية بولاية الجزائر منذ دخولها حيز الخدمة الاثنين الفارط أعدادا كبيرة من العاصميين ما تسبب في تزاحم كبير من أجل القيام بهذه الرحلة لاكتشاف ساحل العاصمة انطلاقا من محطة المسمكة بميناء الجزائر وصولا إلى ميناء الجميلة ببلدية عين البنيان. ❍ ويعرف ميناء الجزائر العاصمة إقبالا كبيرا للعاصميين راغبين بالاستمتاع برحلة بحرية يكتشف من خلالها الكثير منهم لأول مرة و بعيدا عن اليابسة المناظر لجون الجزائر. وأصبحت باخرة القبطان مورغان التي دخلت الخدمة على مستوى الخط النموذجي للنقل الحضري البحري للمسافرين الرابط بين ميناء الجزائر المسمكة وميناء الجميلة عين البنيان محط اهتمام العاصميين الذين وجدوا فيها وسيلة نقل وترفيه جديدة تميز صيف سنة .2014 وتنقلت عائلات بأكملها وشباب وحتى أطفال بمفردهم كما لاحظت واج إلى محطة المسمكة من أجل الحصول على مكان على متن الباخرة التي ستنقلهم إلى غرب العاصمة في تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة للكثير منهم. وأبدت العديد من العائلات الأخرى امتعاضها أيضا لغياب دورات المياه وكذا غياب أكشاك أو نقاط بيع للمياه، حيث يتحتم على هؤلاء التنقل إلى خارج المحطة كليا من أجل التزود بقارورات المياه المعدنية. وفيما وجد أحد الشباب فرصة لتحقيق ربح سريع ببيع البالونات الملونة للصغار وآخر فرصة لبيع الشاي، لم يكن أمام الراغبين في ركوب باخرة القبطان مورغان من بد للتخلص من أكواب الشاي وقارورات المياه الفارغة إلا برميها في جوانب المحطة التي تفتقر إلى حاويات للنفايات. وفي الوقت الذي اضطر فيه موظف بيع التذاكر إلى إقفال شباكه بعد نفاذ كل التذاكر التي كانت لديه بقيت جموع كثيرة من المواطنين الغاضبين بانتظاره وسط تدافع كبير استمر إلى غاية تزويده بعدد إضافي من التذاكر. وكان وصول الباخرة بمثابة الحدث الذي راح جماعة من الشباب والمراهقين يهللون ويصفقون له، قبل أن تتحول الأمور إلى فوضى عارمة وسط التدافع الكبير لتلك الجموع التي تزاحمت أمام السلالم التي لم يتمكن الطقم الايطالي المسير للباخرة من التحكم فيها قبل نزول الراكبين. وأضطر الطقم للقيام بعدة مناورات استدعت تدخل الربان أيضا من اجل تثبيت السلالم تفاديا لأي حوادث محتملة , قبل ان يتم بعد حوالي نصف ساعة من ذلك السماح للمسافرين بالصعود والانطلاق أخيرا نحو ميناء الجميلة. جون الجزائر ومناظره الخلابة كان كافيا لينسي المسافرين عناء الانتظار والتدافع الذي وقع بالمحطة البحرية وبالرغم من الزحمة التي كانت أيضا على متن الباخرة التي لم يبق فيها أي مكان شاغر بدت الجزائر البيضاء على امتداد البصر ملوحة للناظرين بهدوء يبعدهم عن صخب المدينة وضوضائها وهي تعانق السماء وتقابل أمواج البحر. واستمرت رحلة الباخرة لتصل إلى ميناء الجميلة بعين البنيان بعد ساعة من الزمن بدلا عن النصف ساعة كما هو محدد, ليتكرر مشهد التدافع والانتظار بالمحطة أمام المسافرين وكذا أعوان الأمن الذين كانوا في مواجهة تلك الحشود لتنظيم عملية الصعود والنزول. وكدليل على أن العديد من الراكبين لم يتقدموا للباخرة من أجل التوجه إلى عين البنيان بل فقط للتعرف على هذه الوسيلة الجديدة، لم ينزل الكثير منهم بهذه المحطة بل عادوا أدراجهم معها وكثير منهم هنأ نفسه انه لم يقتطع ثمن تذكرة العودة والمقدر ب 50 دج ولم يكتشف أمره. يشار أن باخرة القبطان مورغان التي استأجرتها المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين لدى شركة إيطالية تتسع ل 344 مكان وكانت قد دخلت الخدمة يوم الاثنين. ويفترض ان تقوم بخمس رحلات في اليوم بمعدل 30 دقيقة لكل رحلة في الفترة الممتدة بين 5 أغسطس و7 سبتمبر وهي مدة العملية النموذجية حسب البرنامج الذي تم نشره على مستوى مينائي الجميلة والجزائر العاصمة. وتكون أول رحلة انطلاقا من مسمكة الجزائر العاصمة على الساعة 0008 فيما تتم الرحلة الأخيرة في ذات اليوم على الساعة 3018 على مستوى نفس الميناء.أما بميناء الجميلة فتنطلق الباخرة على الساعة 0009 في أول رحلة لها و على الساعة 3019 كآخر رحلة في اليوم. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تطرأ تغييرات على البرنامج وفقا للظروف المناخية. من المنتظر أن يتم توسيع هذا الخط النموذجي للنقل البحري للمسافرين إلى كامل المناطق الواقعة بجون الجزائر انطلاقا من ميناء تمنتفوست إلى غاية ميناء الجميلة ليتم فيما بعد توسيعه ليشمل الولايات المجاوية كبومرداس و تيبازة.