قلّل الدكتور والمحلل في علم الاجتماع السياسي، محمد طيبي، من تأثير مقاطعة المعارضة السياسية في الجزائر على مصداقية تعديل الدستور، وقال إن الدستور مرتبط بالإرادة الشعبية، فإن توفرت هذه الأخيرة فهو في غنى عن تزكية أي طرف سياسي، ويرى أن المعارضة في الجزائر كثيرا ما ارتبطت ب» مشاكسة النظام السياسي، بعيدا عن طرح بدائل سياسية بناءة«. أفاد الدكتور في علم الاجتماع السياسي، محمد طيبي، أن المعارضة في الجزائر تفتقر إلى مشروع سياسي أو بديل مجتمعي، وحسب تعريف قدمه الأستاذ »المعارضة ليست قوة مجابهة للنظام، وإنما هي تحمل مشروعا لتسيير الشأن العام في الاقتصاد والسياسة وغيرها من المجالات «، وعليه فهو يرى بأن » سوسيولوجية المعارضة في الجزائر تعبر عن أهواء سلطانية عند البعض«. وذكر الدكتور طيبي في اتصال مع » صوت الأحرار« أن المعارضة في الجزائر تعيش لنفسها وبنفسها، كما أنها على حد قوله » تشرعن ذاتها دون انتخابات«، ليصف ذلك ب» الوقع السياسي الهش«، مشيرا في سياق حديثه إلى »أننا في الجزائر نفتقر إلى قوة سياسية معارضة لها وزنها، وخاصة لها بديل مجتمعي«. وحول تأثير غياب بعض أحزاب المعارضة عن مناقشة مسودة تعديل الدستور وإعراضها عن المشاركة في المشاورات التي قادها أحمد أويحيى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، قال الدكتور طيبي إن الدستور لا تزكيه المعارضة وليس بإمكانها التقليل من قيمته، فالدستور مرتبط بالإرادة الشعبية، وعليه حسب المتحدث » فإن عبّرت الإرادة الشعبية عن دعمه ففي هذه الحالة تتعرى المعارضة«. ويعتبر طيبي مقاطعة إثراء مسودة الدستور والعزوف عن المشاركة في النقاش السياسي الدائر حوله، دليل على ضعف حجج المعارضة وغياب البديل في الفكر الدستوري لدى هذه المعارضة، فالمعارضة التي تأخذ شكل العصب، حسب تحليل الدكتور، لا تؤطر المجتمع وتفقد ثقة الرأي العام على حد سواء. وفيما يتعلق بحجج المعارضة التي تتهم فيها النظام بالانسداد وغلق كل منافذ المنافسة السياسية، يعتبر محدثنا ذلك »السنفونية البائسة في السياسية واللحن الحزين في الكلام«، متسائلا » متى كان النظام صديق المعارضة ليشفق عليها«، فالمعارضة مجهود في الساحة الاجتماعية واجتهاد في طرح البدائل وتحمل لضرورات السياسة. ويواصل المحلل السياسي تشريحه لواقع المعارضة السياسية في الجزائر، حيث يؤكد أنها» تعمل على مزاحمة النظام في بعض المساحات الضيقة، زيادة على ذلك فإن قادتها معظمهم شاخوا ولم يصبحوا أصحاب أفكار خصبة، كما أن المعارضة تعمل في غالب الأحيان على مشاكسة النظام، مفتقدة للبدائل البناءة«.