جددت الجزائر تأكيدها على عدم اللجوء إلى أي شكل من أشكال دفع الفدية لتحرير آخر رهينتين مختطفتين بمالي منذ قرابة ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن رهان تجفيف مصادر تمويل الإرهاب يجب أن يكتسي »طابعا أولويا« في مكافحة الإرهاب في افريقيا، لاسيما وأنها تعتبره تهديدا حقيقيا للانسجام البشري للمجتمعات الإفريقية وعائقا أمام تنميتها الاجتماعية والاقتصادية وعاملا لزعزعة استقرار الدول. أعرب الوزير الأول عبد المالك سلال خلال القمة الإفريقية حول مكافحة الإرهاب بنايروبي، عن تأييده لاتخاذ إجراءات خاصة برفع التحديات المتعلقة بالوقاية من الإرهاب في إفريقيا ومكافحته، وصرح أن الجزائر تثق في مسؤولية التصور والتفكير الوقائي لمجلس السلم والأمن الذي سينجح دون شك في اتخاذ إجراءات محددة لرفع التحديات المتعلقة بالوقاية من الإرهاب في إفريقيا. وقال سلال إن الدول الإفريقية مدعوة اليوم إلى الابتكار في تفعيل الأجهزة التقنينية والعملياتية للاتحاد الإفريقي من أجل الاستمرار في تكييف جهودها الرامية لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وأضاف أنه في إطار البنية الإفريقية للسلم والأمن فان استقرار القارة يتطلب بشكل تكميلي بذل جهود في مجال التنمية وتسوية النزاعات وكذا مكافحة الإرهاب في القارة. وفي هذا الصدد، أوضح الوزير الأول أن الجزائر تدعم تنصيب هيئة دائمة قريبا على مستوى مفوضية الاتحاد الافريقي تكرس أساسا لمكافحة الإرهاب من أجل دعم نشاط مجلس السلم والأمن، مركزا على العزيمة السياسية على مواجهة ظاهرة الإرهاب الذي سبق وترجمتها الاتفاقية الإفريقية حول الوقاية من الإرهاب ومكافحته. وذكر سلال أن الجزائر تشرفت باحتضان الدورة 35 لمنظمة الوحدة الإفريقية في 1999 التي تمت خلالها المصادقة على الاتفاقية التي حددت ب »نضج سياسي كبير« الرهانات المرتبطة بطبيعة الإرهاب مثل الانتهاك الخطير لحقوق الإنسان لاسيما الحق في السلامة الجسدية والحياة والحرية والأمن، وأكدت الجزائر ب »قوة« على أهمية تقاسم نتائج المركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب بصفة تلقائية وأوصت بتبادل الخبرات والتجارب المتعلقة بتسيير الأوضاع المرتبطة بالإرهاب، واقترح الوزير تحسين آلية التعاون الأمني لمسار نواكشوط باعتبارها آلية لتعزيز القدرات العملية لدول الساحل في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وعلى صعيد آخر، أشار ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بكينيا إلى أن رهان تجفيف مصادر تمويل الإرهاب يجب أن يكتسي »طابعا أولويا« في مكافحة هذه الظاهرة التي تمثل -كما قال - تهديدا حقيقيا للانسجام البشري للمجتمعات الإفريقية وعائقا أمام تنميتها الاجتماعية والاقتصادية وعاملا لزعزعة استقرار الدول، وصرح سلال في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من مجلس السلم والأمن الافريقي أن الجزائر نجحت مؤخرا في تحرير آخر رهينتين مختطفتين بمالي منذ قرابة ثلاث سنوات وذلك دون اللجوء إلى أي شكل من أشكال دفع الفدية.