وجه أمس، سفير فرنسابالجزائر، برنار إيميي، رسالة إلى جميع الرعايا الفرنسيين المقيمين بالجزائر، دعاهم فيها إلى »وحدة الصف والتحلي بالحذر والتعليمات الأمنية« لمواجهة حادثة اغتيال الرعية الفرنسي بيير غوردال المختطف الأحد الماضي بمرتفعات منطقة القبائل، كما حيا السفير بالمناسبة مستوى التعاون الذي تبديه الجزائر، مؤكدا أنها سخرت بمجرد إعلان الاختطاف إمكانيات ضخمة، والتزمت بالعثور على مرتكبي الجريمة. حيّا السفير الفرنسي بالجزائر في رسالة نشرها عبر موقع السفارة بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة من إعلان اغتيال الرهينة الفرنسي بير غوردال من طرف ما يعرف بتنظيم »جند الخلافة«، مستوى التعاون الذي أبدته السلطات الجزائرية منذ إعلان حادث اختطاف الرعية الفرنسي الأحد الماضي بمنطقة القبائل، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يحي »الجهود التي قدمتها الجزائر منذ الوهلة الأولى والإمكانيات الضخمة التي سخرتها بمجرد إعلان حادث اختطاف غوردال«، مبرزا مدى »شكر وعرفان فرنسا للالتزام الذي أعلنته الجزائر بالعثور على مقترفي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة«. وشدد السفير الجديد الذي استلم مهامه رسميا بالجزائر يوم 9 سبتمبر الماضي في أول رسالة له يخاطب فيها رعايا بلاده أن هذه الجريمة الإرهابية التي وصفها ب »المأساة« تمس الفرنسيين والجزائريين على حد السواء، مشيرا في هذا السياق إلى تجربة العشرية السوداء التي عانى منها الشعب الجزائري الذي شكره على »رسائل التضامن والأسف والاستياء الكثيرة جدا التي عبر عنها تجاه هذا الحادث المؤلم«. وشدد برنار إيميي مخاطبا الفرنسيين المقيمين بالجزائر أنه »على الرغم من شعور الصدمة التي عشناها، لا يجب بأي حال من الأحوال الخضوع لابتزاز ومساومة المجرمين الراغبين في زرع الخوف والترويع في نفوسنا«، مؤكدا بالمناسبة التزام الحكومة الفرنسية »بمواصلة جهودها الرامية على تعميق التعاون والتنسيق وتعزيز العلاقات مع الجزائر ورفع التحديات المشتركة التي يواجهها البلدين«، مدرجا هذا المسعى ضمن أولويات الحكومة الفرنسية، التي قال إنها »تقدر التجند القوي وإشارات الدعم التي بادرت بها الحكومة و الشعب الجزائري تجاه هذه المحنة التي يتقاسمونها معنا«. وطالب السفير الفرنسي رعايا بلاده بضرورة التحلي بالهدوء والحذر في نفس الوقت والاحترام التام للتعليمات الأمنية المفروضة وبشكل خاص تلك المتعلقة بالمناطق المصنفة بالحساسة ضمن موقع»نصائح للمسافرين« الذي دعا الفرنسيين المقيمين بالجزائر إلى تصفحه بشكل منتظم، كما دعا الرعايا الفرنسيين على التقرب من السفارة و القنصليات الفرنسية بالجزائر للتعريف بأنفسهم وهو الخطأ الذي ارتكبه الرعية الفرنسي المختطف بعد يوما واحدا فقط من دخوله التراب الجزائري. وبعبارة مشحونة بالألم والاستياء لحادث الاغتيال أعلن السفير الفرنسي عن تنكيس الأعلام بالسفارة الفرنسية بالجزائر وكافة الهيئات الفرنسية في الجزائر، تنفيذا لقرار الرئيس الفرنسي بتنكيس الأعلام ثلاثة أيام بفرنسا وكل الممثليات الدبلوماسية بالخارج حدادا على روح غوردال.