دعا السعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين، الأجيال القادمة إلى اختيار لغة الحوار كوسيلة مثلى لحل المشاكل وتجنب العنف وتفويت الفرص عن القوة الخارجية التي تسعى إلى المساس بأمن واستقرار الجزائر وكل بلدان المنطقة العربية، وكذا لإفشال المؤامرات والدسائس التي تحاك هنا وهنا، ولا يتأتى هذا- حسب عبادو- إلا من خلال التعمق والبحث في تاريخ الثورة واستلهام العبر والأكثر من ذلك الحفاظ على ارث مجاهدينا وشهدائنا المحبين لوطنهم الجزائر. عبادو الذي اسهب كثيرا في الحديث عن المجاهدين والثورة والتاريخ، جاءت توصيته هذه للأجيال خلال ندوة تاريخية عن المجاهد العيساني شويشي ابن مدينة الطارف التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالجامعة ، والدي تحدث عن حياة الشخص في مرحلتين مرحلة ثورة التحرير ومرحلة استرجاع السيادة، بالإضافة إلى مكانته في مواجهة الاستعمار من خلال إقدامه على عديد المعارك والكمائن. وأكد الأمين العام لمنظمة المجاهدين خلال تلك المداخلة أن توصيات الملتقى ستوزع على كل ولايات الوطن للاستفادة والإفادة، ولم ينسى بالمناسبة ولاية الطارف المجاهدة التي أعطت الكثير من أبنائها في سبيل الوطن ابان الثورة كولاية حدودية وكعاصمة للقاعدة الشرقية، داعيا من الأجيال القادمة وكل الفاعلين ان يعطوا ما يملكون من قوة وعلم من اجل البناء والازدهار والتقدم للولاية والجزائر ككل وان يتعمقوا في التاريخ ويطلعوا عليه ويساهموا في كتابته، بالإضافة إلى الحفاظ على ارث مجاهدينا الذين يتسمون بالوفاء والإخلاص لله والوطن. ويعتبر المجاهد شويشي العيساني الدي ترحم على روحه الأمين العام للمجاهدين وجميع الحاضرين، وقدم رفقاء دربه شهاداتهم ،من الأشخاص الوطنيين التواقين إلى الحرية وفي مجابهة العدو،بدأ نضاله السياسي بانخراطه في صفوف الحركة الوطنية سنة 1945 كان مكلف بالتنظيم والدعاية ، التحق بعدها بصفوف جيش التحرير الوطني بناحية بوتلجة في المنطقة الشمالية كاطار سياسي عسكري، تقلد عدة رتب من بينها قائد فيلق أول عام ,1956 نائب رئيس لجنة التنسيق والتنفيد عين من طرف الحكومة المؤقتة بالحدود المالية بمهام لصالح الثورة عام 1958 . وخاض المجاهد المرحوم العيساني عدة عمليات ومعارك عسكرية من بينها ، معركة الفج ببلدية الزيتونة عام 1957 ، وبعد الاستقلال وحسب شهادة ابنته واصل النضال في الحياة السياسية حيث تقلد منصب نائب محافظ حزب جبهة التحرير الوطني لكل من القالة وعنابة من 1975 إلى 1980 ، بالإضافة إلى تقلده رئيس دائرة في كل من العوينات بولاية تبسة وبولاية وادي سوف. للإشارة فقد تم خلال الندوة تكريم عائلة المرحوم من بينها ابنته.