عادت بعض دول الجوار إلى خطابها القديم حول الجزائر، فبعد المزاعم المغربية التي تتحدث عن التأثير السلبي للنشاط الإرهابي في الجزائر على السياحة في المغرب، جاء الدور على تونس ممثلة في وزيرتها للسياحة التي صرحت بأن ذبح السائح الفرنسي هيرفي غورديل على يد التنظيم المسمى »جند الخلافة« في الجزائر، اثر سلبا على السياحة في تونس وأدى إلى إلغاء ثلث الحجوزات السياحية الفرنسية إلى تونس. رسمت وزيرة السياحة التونسية، آمال كربول، صورة قاتمة عن الجزائر محملة إياها كل المشاكل التي تعاني منها تونس في الفترة الأخيرة في مجال استقطاب السياح الأجانب، خاصة القادمين من دول أوربية، وصرحت المسؤولة التونسية للصحافة على هامش مؤتمر للسياحة في العاصمة الألمانية برلين أن نحو ثلث الحجوزات السياحية الفرنسية إلى تونس ألغيت بعد وقت قصير من ذبح متسلق الجبال الفرنسي هيرفي غورديل ، الشهر الماضي، على يد »جند الخلافة« في الجزائر، وقالت وزيرة السياحة التونسية: »شهدنا خلال ثلاثة أيام إلغاء 30 في المائة من الحجوزات... إنه شيء مخجل، لأن أكتوبر عادة من الشهور التي تشهد قدوما مكثفا للسائحين من فرنسا«، ونقلت وكالة الأنباء البريطانية » رويترز« عن كربول قولها أنه ».. حتى إذا نجحنا كدولة في التأمين بنسبة 100 في المائة ، فنحن لسنا محصنين من تداعيات الأحداث في المنطقة التي نعيش فيها«. وكشفت وزيرة السياحة التونسية أن حكومة بلادها ضاعفت أعداد قوات الأمن عند الحدود، وكثفت عمليات الفحص للقادمين من ليبيا والجزائر، وقامت بوضع كاميرات في المناطق السياحية، في محاولة لطمأنة السائحين والحفاظ على الأمن وشددت على أن الحكومة التونسية تحاول أيضا تخفيف إجراءات منح التأشيرات لجذب سياح من مناطق مثل شرق أوروبا. وتزامن تصريح وزير السياحة التونسية مع حملة من جهات مختلفة في المغرب تروج لفكرة أن ما تسميه بتدهور الأوضاع الأمنية في الجزائر، خاصة بعد نحر السائح الفرنسي هيرفي غورديل، أدى إلى تراجع في عدد السياح الذي يقصدون المملكة، ونشرت معلومات استنادا إلى النقابة الفرنسية لمقاولات منظمي الرحلات السياحية، تشير إلى إلغاءات أسفار تتراوح بين 15 و50 في المائة في اتجاه بلدان المغرب العربي، وكشفت النقابة الفرنسية لوكالات الأسفار عن إلغاءات تصل إلى 15 في المائة في اتجاه المغرب وتونس. وتحاول بعض دول الجوار تحميل الجزائر كامل المسؤولية عن المشاكل التي تعاني منها جراء الإرهاب، فالجارة تونس عرفت اعتداءات إرهابية أكبر واخطر من قضية نحر هيرفي غورديل، والتركيز على هذه الجريمة في تفسير تراجع عدد السياح الغربيين الذين يقصدون تونس لا معنى له، خاصة وأن تونس تعرف نشاطا مكثفا للإرهاب خاصة في جبل الشعانبي، وقبل أيام فقط أعلنت كتيبة »عقبة ابن نافع« وهو تنظيم إرهابي تونسي عن مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«، وتعيش تونس منذ سنوات حالة من الانفلات الأمني التي تؤثر سلبا على السياحة في هذا البلد. وأما في المغرب فإن محاولة ربط تراجع السياح بجريمة إعدام هيرفي غورديل ترتبط في الواقع بمرض نفسي وعقدة معروفة يعاني منها المسؤولون في المملكة ووسائطهم الدعاية التي يعتمدون عليها، بحيث يحاولون ربط كل إخفاقات النظام المغربي والمآسي التي يتسبب فيها هذا النظام للشعب المغربي، بالجزائر، فالمرغب عرف عمليات إرهابية خطيرة كتفجير مقهى »أركانة« بقرب من جامع الفناء في 28 أفريل ,2011 والذي خلف مصرع منا لا يقل عن 16 شخصا بينهم سبعة سياح فرنسيين وكنديين وهولنديين، وجرح نحو 20 شخصا آخرين، والأولى بالنسبة للمسؤولين المغاربة ربط تراجع السياحة في المغرب بعوامل أخرى من بينها النشاط الإرهابي في المملكة، علما أن المغاربة يشكلون العدد الأكبر من الإرهابيين المنحدرين من منطقة شمال إفريقيا في تنظيم أبو بكر البغدادي.