بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة أصدر حزب جبهة التحرير الوطني بيانا هذا نصه: يحيي حزب جبهة التحرير الوطني بكل فخر واعتزاز الذكرى الستين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة ويوجه تحية إكبار للشعب الجزائري الذي عبر، بقيادة جبهة التحرير الوطني، منذ ستين سنة خلت، بقوة وعزم عن تعطشه للحرية والكرامة والاستقلال وصنع ملحمة دونت في سجل تاريخ الإنسانية، بصفتها إحدى أبرز محطات كفاح الشعوب من أجل انعتاقها من قيود الاستعمار واستعادة سيادتها الوطنية. وإذ يهنئ حزب جبهة التحرير الوطني، الشعب الجزائري بهذه الذكرى الغالية، فإنه ينحني بخشوع وتجل ترحما على أرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأعز ما يملكون لتعيش الجزائر حرة مستقلة، ويحيي المجاهدين والمجاهدات، الذين واجهوا الاحتلال الغاشم بسلاح الإرادة والإيمان بالنصر ولا يزالون اليوم بيننا حاملين للرسالة. إن واجب الوفاء لرسالة نوفمبر يفرض علينا مواصلة النضال من أجل تجسيد القيم النبيلة والمثل الوطنية والتوجهات الكبرى التي شكلت القاعدة التي تأسست عليها ثورة التحرير المظفرة، ويغتنم حزب جبهة التحرير الوطني هذه المناسبة ليتقدم بأحر التهاني وأصدق الأمنيات إلى الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الذي خاض مع إخوانه المجاهدين حرب التحرير ويواصل اليوم معركة تجسيد رسالة نوفمبر، لتعبر الجزائر نحو آفاق التقدم والنهضة. إن محتوى بيان أول نوفمبر،هذه الوثيقة المؤسسة للثورة ، ما يزال يساير الأوضاع إلى يومنا هذا من حيث أنه أدرج إرساء قواعد مجتمع العدل والحريات والديمقراطية في تعداد الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها، وإن حزب جبهة التحرير الوطني يعتبر أن العمل الجبار الذي قام به أسلافنا الأبرار، من الشهداء والمجاهدين والوطنيين، يجب أن يستكمل حتى تترسخ القيم والمثل التي شكلت رسالة ثورة نوفمبر المجيدة. إن مناضلي ومناضلات حزب جبهة التحرير الوطني، وهم في تلاحم تام مع مختلف المكونات الأخرى للأسرة الثورية، يجددون تأكيدهم أن الجزائر لن تتخلى عن مطالبة فرنسا بالاعتذار الرسمي عن جرائم الإبادة والتدمير والتعذيب والتجهيل التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري، ويعتبرون هذا المطلب حق شرعي وتاريخي وسياسي وأخلاقي. إن الوفاء لرسالة نوفمبر يقتضي حماية الذاكرة التي تظل الأجيال بحاجة إليها وتبقى الأمة الجزائرية تستلهم منها ما يعمق شعورها بهويتها وحضارتها وامتدادها في تاريخ الإنسانية، ولهذا فإن كتابة تاريخ ثورتنا يشكل مهمة حيوية، ينبغي أن تحظى بالاهتمام والأولوية. إن الوفاء لرسالة نوفمبر، يستدعي مواصلة النضال وبذل مزيد الجهود من أجل تكريس الأمن والاستقرار وترسيخ قيم السلم والمصالحة وتعزيز قواعد دولة الحق والقانون وإرساء دعائم مجتمع التضامن والحوار والتكافل وتقاسم الخيرات، وهذا لتعزيز الأمل لدى الشباب، من خلال غرس قيم نوفمبر في نفوسهم وتمتين الصلة بمآثر ثورة التحرير، ويتطلب ذلك اعتماد قواعد الحكم الراشد في إدارة الشؤون العامة ومحاربة مختلف الآفات والانحرافات والتصدي بحزم لكل أولئك الذين يحاولون تشويه التاريخ والمساس برموز الثورة ورسالة الشهداء. إن حزب جبهة التحرير الوطني يجدد، بهذه المناسبة الغالية، تأكيده على الوفاء لأمانة الشهداء ولرسالة نوفمبر، مسترشدا بقيمها ومثلها، قناعة من مناضليه ومناضلاته أن تلك الرسالة يجب أن ترشد الأجيال وتنير مسيرة الجزائر المتطلعة إلى ما يجعلها أكثر ارتباطا بتطلعات شعبها وأكثر قدرة على تجنيد إمكاناتها الفكرية والمادية لبلوغ الأهداف التي حددها بيان أول نوفمبر. إن حزب جبهة التحرير الوطني يؤكد عزمه وعزيمته على أن قيم نوفمبر ستبقى المنارة التي يهتدي بها لتعزيز المنجزات المحققة وتثمين المكاسب التي تزخر بها الجزائر اليوم ومواصلة الجهد الوطني لتحصين السيادة الوطنية وتأمين استقرار الجزائر ووحدتها الوطنية. إن الأمانة التي تركها الشهداء تقتضي منا جميعا العمل المخلص لحفظها وإتمام الرسالة ببناء دولة الحق والقانون، المرتكزة على العدل والتضامن والوحدة، التي تمنح المواطنة الحقة لكل الجزائريين وتمنحهم ما يكفي من الحرية والكرامة وما يكفي من الإيمان بوطنهم.