حالة من الهلع عاشها صبيحة أمس، سكان بلدية حسين داي، إثر الحادث المروع الذي تعرض له قطار قادم من محطة الجزائر باتجاه محطة الثنية، جراء انحرف هذا الأخير عن السكة عندما كان يقوم بتغيير الخط للدخول إلى محطة حسين داي، حيث تسبب هذا الحادث الأليم في هلاك امرأة وإصابة 63 جريحا آخرين. كانت الساعة تشير إلى 8 و10 عندما تفاجأ سكان بلدية حسين داي لدى سماعهم دوي اصطدام عنيف اهتز له الجميع، حيث هرعت الحشود البشرية نحو محطة القطار التي جاء منها مصدر الصوت ليتبين أن الأمر كان انحراف قطار عن مساره وتكون الفاجعة قوية على الجميع خاصة أولئك الذين يستقل ذويهم هذه الوسيلة الذين كانوا يحاولون الدخول عنوة إلى المحطة من أجل الاستفسار عنهم. ففي هذا اليوم الحزين لم تكن رحلة القطار رقم 33 المتوجه من العاصمة نحو الثنية ببومرداس عادية كسائر الأيام، وإنما شاءت الأقدار أن تكون مأساوية، فالركاب الذين استيقظوا باكرا من أجل حجز مكان في هذه الوسيلة لم يكونوا على دراية أن نهاية الرحلة ستكون في إحدى مستشفيات العاصمة من أجل تلقي العلاج، عوضا عن الوصول إلى مقر عملهم أو إلى جامعاتهم. الحادث كان رهيبا حسب ما وصفه بعض الركاب الذين قامت بنقلهم سيارات الإسعاف في الحين باتجاه مستشفيات مصطفى باشا الجامعي، والقبة وبارني بحسين داي، حيث لم يقو هؤلاء على الكلام جراء الحالة النفسية الصعبة التي كانوا عليها بسبب الاصطدام العنيف الذي كان بأحد الأعمدة الكهربائية وأتى على خمس قاطرات تضررت بشكل كبير تحطم على إثره زجاج النوافذ واصطفت الواحدة أمام الأخرى في مشهد تقشعر له الأبدان. القاطرات المحطمة أصابت الجميع بالهلع، وتألم له جميع المواطنين الذين اصطفوا من أجل مشاهدة هذا الحادث المأساوي، متسائلين عن عدد الضحايا الذين راحوا ضحيته، حيث توقفوا بأعداد كبيرة فوق جسر» لافارش« الذي يطل على المحطة وعلامات التحسر بادية على وجوههم قولهم في هذا المقام »قدر الله وما شاء فعل«، معربين عن تضامنهم مع الضحايا الذين عاشوا تجربة لا يحسدون عليها. مواطنون آخرون أصيبوا بالهلع من أجل معرفة مصير ذويهم الذين تعودوا على استعمال القطار من أجل التنقل، وهو ما أحدث نوع من الفوضى على مستوى المحطات خاصة محطة حسين داي التي كانت مسرحا لهذا الحادث الأليم بسبب رفض الأعوان السماح لهم بالدخول. تواجد مقر أمن الدائرة الإدارية لمقاطع لحسين ساهم بشكل كبير في التنقل الفوري لمصالح الأمن إلى مكان الحادث، حيث هرعت فور حدوث الإنحراف إلى محطة القطار و قامت بتطويقه وهو الأمر الذي ساهم في عملية إجلاء الجرحى بسرعة كبيرة وهي المهمة التي قامت بها مصالح الحماية المدنية التي كانت هي الأخرى في المكان مجهزة بالوسائل المادية والبشرية اللازمة ، حيث قامت في الحال بنقلهم إلى المستشفيات من أجل تلقي الإسعافات اللازمة، وبقيت هناك إلى غاية وصول شاحنة خاصة لرفع القاطرات من أجل التأكد من عدم وجود جثث لضحايا آخرين. وسرت بين المواطنين المتواجدين بعين المكان أنباء متضاربة حول الأسباب التي تسببت في هذا الحادث فهناك من أرجع الأمر إلى السرعة الفائقة التي كان يسير بها السائق، ومنهم من أكد أنه عمل تخريبي طال سكة القطار وأدت إلى هذا الحادث المأساوي، فيما لم يدرك البعض حقيقة ما حدث بسبب ما تناقلته بعض القنوات التلفزيونية التي تسارع إلى نشر الأخبار قبل التأكد من صحتها حيث راح الجميع يؤكد أن الأمر يتعلق باصطدام قطارين وهو الأمر الذي زاد من هول الفاجعة. غير أن هذه الحادثة أيقظت في قلوب الجزائريين روح التضامن التي تعودوا عليها، حيث راحت العديد من الصفحات على وسيلة التواصل الاجتماعي »فيس بوك« إلى إطلاق حملات لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم من أجل إنقاذ أرواح الضحايا الذين يرقدون في المستشفيات وهي النداءات التي كان لها صدى قوي بين المواطنين، فيما كانت صفحات أخرى سباقة إلى نشر الصور الخاصة بهذا الحادث والتي تسارع العديد من الشباب في أخذها.