يحل اليوم الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بالجزائر، في أول زيارة لرئيس تركي للجزائر منذ تولي عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجمهورية سنة 1999، يقوم خلالها الرئيسان ببحث مختلف القضايا الإقليمية التي تتقدمها الأزمة الليبية بالنظر إلى الدور البارز الذي تؤديه الجزائر لحل النزاع سلميا وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء الليبيين، كما ستكون الزيارة فرصة لاستعراض سبل تعزيز فرص الاستثمار في الجزائر، والتعاون الاقتصادي بين البلدين. يصل اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر، بدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يبحث خلالها الطرفان عديد الملفات الثنائية وفي مقدمتها الملف الأمني، الذي من المنتظر أن تتضمن الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ 1999 )تاريخ آخر زيارة لرئيس تركي للجزائر(، بحث مختلف القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الليبية في ظل المبادرة التي تقودها الجزائر للوصول إلى حل سلمي لها وسعيها إلى تغليب لغة الحوار عبر اقتراح إجراء حوار وطني ليبي يكفل حق جميع الأطراف بعيدًا عن التدخل الأجنبي وضمن نطاق دول الجوار، كما أوردت بعض المواقع الإخبارية التركية أن الجزائر تسعى من خلال هذه الزيارة إلى إقناع تركيا بالتوسط لدى الأحزاب الإسلامية في ليبيا المحسوبة على تنظيم الإخوان لإنجاح مبادرة حل الأزمة عن طريق الحوار المرتقب بالجزائر خلال نوفمبر الجاري. ومن المرتقب أن يبحث أردوغان رفقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولين جزائريين، تعزيز التعاون الأمني المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، كما سيجري الوفد المرافق لأردوغان سلسلة من المباحثات الأمنية تشمل الوضع في المنطقة، ويترأس أردوغان الذي تدوم زيارته للجزائر يوما واحدا في إطار جولة إفريقية باشرها اليوم، وفدا هاما من الوزراء على غرار نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية ووزير الدفاع إلى جانب عدد من النواب، ورجال أعمال. وتخصص زيارة الرئيس التركي جانبا هاما لطرح القضايا الاقتصادية وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال من خلال مناقشة تعزيز فرص الشراكة الاقتصادية والتنمية بين الجزائروتركيا، وسيتكفل كل من وزير الطاقة والمصادر الطبيعية التركي وزير الاقتصاد إلى جانب وزير الزراعة والثروة الحيوانية، بدراسة تمديد اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين في قضايا الطاقة، الدفاع والاقتصاد وبحث فرص الاستثمار في الجزائر والتعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث سيتم على هامش هذه الزيارة عقد »منتدى الأعمال التركي الجزائري«، الذي يهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين. وحسبما أوردته بعض التقارير، فإن أردوغان سيغتنم زيارته للجزائر لفتح ملف نقل الغاز الجزائري إلى تركيا، متوقعة أن يتم تجديد عقد شراء 4 ملايير متر مكعب من الغاز الطبيعي الجزائري سنويا لفترة 10 سنوات، كما ينتظر أن يقوم أردوغان رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال بتدشين مصنع الفولاذ بوهران. يذكر أن الاستثمار التركي في الجزائر يحظى بالتشجيع في جميع قطاعات النشاطات، حيث تنشط أكثر من 200 شركة تركية في الجزائر لا سيما في قطاعات التجارة والبناء والصناعة، على غرار مصنع الحديد توسيالي ببطيوة بوهران الذي يعتبر أهم استثمار تركي في الخارج، وتتخصص المؤسسات التركية المشاركة في عدة مجالات منها الملابس والصناعة الغذائية والحديد والسيارات والكهرباء والعتاد الفلاحي والبناء والرخام وتكسية الأرضيات والري والصناعة المنجمية، كما أن صادرات تركيا إلى الجزائر بلغت 2 مليار دولار في عام 2013 وتخص أساسا قطاعات السيارات والبناء والنسيج والصناعة الغذائية، فيما تقدر الصادرات الجزائرية إلى تركيا ب 3 ملايير دولار وتتشكل على وجه الخصوص من المحروقات والمواد الكيميائية والمواد الأولية لقطاع النسيج.