قرر أمس أساتذة التعليم الثانوي والتقني الدخول في إضراب وطني لمدة أسبوع متجدد آليا، بداية من يوم 08 نوفمبر المقبل، بهدف تحقيق اللائحة المطلبية، المتمثلة في الملفات الأساسية التالية : ملف نظام المنح والتعويضات مع إلغاء التعليمة الحكومية، والإقرار الرسمي بتطبيق نظام المنح بأثر رجعي ابتداء من فاتح جانفي 2008 ، ملف الخدمات الاجتماعية، ملف طب العمل. مثلما كان مقررا من قبل، قررت نقابة المجلس الوطني المستقل )كناباست( الدخول في إضراب وطني، بداية من 08 نوفمبر الداخل، مدته أسبوع ، لكنه قد يتجدد لمدة أسبوع آخر من تاريخ انتهاء الإضراب المنتهي، في حال عدم تحرك الوصاية والسلطات العمومية بالاستجابة للائحة المطالب بها، وهذا هو التفسير الذي تقدمه نقابة »كناباست« لمعنى الأسبوع المتجدد. وحسب الإشعار بالإضراب، الذي أصدره أمس المكتب الوطني للنقابة، وتسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه، فإن هذا القرار ليس قرارا فوقيا، صادرا عن القيادة الوطنية للنقابة، بل هو قرار توصلت إليه بعد عقد جمعيات عامة للأساتذة عبر ثانويات الوطن، ومختلف دورات المجالس الولائية للنقابة، وكذا دورة المجلس الوطني المنعقد يومي 09 و10 أكتوبر الجارين التي توصلت بالنهاية إلى أن السلطات العمومية لا توجد لديها أية إرادة لتقبل هذه المطالب والاستجابة إليها. ونشير إلى أن نقابة »كناباست« كانت أعلنت عن الدخول في هذا الإضراب مباشرة عقب دورة المجلس الوطني المشار إليها، فقط هي في ذلك الوقت لم تحدد بعد تاريخ انطلاق الإضراب، وقد تعمدت إرجاء ذلك إلى هذا التاريخ لأنها كانت تتوخى انضمام بعض النقابات الوطنية المستقلة إليها، ولاسيما منها نقابات التربية، التي يجمعها وإياها فضاء نقابي جماعي واحد، هو هيئة ما بين نقابات الوظيف العمومي، الذي يضم نقابات : »سناباب« التي يرأسها رشيد مالاوي، ومجلس ثانويات الجزائر )كلا( ، والنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين )ساتاف( ، وتنسيقية فروع »كناس« ، التي يرأسها فريد شربال، وقد ضمها جميعا قبل أربعة أيام اجتماع تنسيقي، لم يسفر عن أية نتيجة تذكر، وهذا بسبب تباين المواقف والآراء التي طرحتها القيادات الوطنية لهذه النقابات، فنقابة »سناباب« على سبيل المثال رفضت المشاركة في إضراب يستمر أسبوعا كاملا، وقد يتجدد لأيام أو أسابيع أخرى وفق ما كانت أقرته نقابة »كناباست« من قبل ، وعبرت عن تمسكها به في هذا الاجتماع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن نقابة »كناباست« لم تكن تعول كثيرا على هذه النقابات المنتمية لهذه الهيئة، ولا لغيرها، لأنها كانت تعلم مسبقا وبشكل شبه قطعي أن هذه النقابات هي نقابات مشلولة، وعبارة عن أفصاص من نقابات غير تمثيلية، وبالتالي ف »كناباست« كانت منذ البداية تراهن على قدراتها العمالية والنقابية الذاتية، وحتى وإن كانت تطمع بعض الشيء في حدوث تجمع تضامني للنقابات بطريقة أو أخرى، فإنها أيضا لها قناعة شبه مكتملة، تفيد أن النقابات الحالية أغلبها غير تمثيلي، ولا وجود له على أرض الواقع، ذلك أن هناك نقابات لا قواعد ولا مناضلين لها، وهي موجودة داخل محافظ أصحابها، وليس لها من العمل النقابة إلا الأختام الرسمية الممنوحة لها بهذه المحافظ، وهي تمثل وصاياتها وجهات أخرى لصيقة بها، وهناك نقابات ليست هي كسائر النقابات في العالم، هي عبارة عن مجموعات متناثرة هنا وهناك، ولاتتحرك في أي اتجاه إلا إذا حسبت ألف حساب لمصالحها الضيقة الخاصة، وإلا كيف نسمي، وبأية لغة نتحدث عن نقابات منشطرة إلى قسمين منذ سنوات، ومن يدعون أنهم قادتها وزعماؤها كلهم رغم انشطارهم عن بعضهم يحملون بمحافظهم )عفوا نقاباتهم( نفس الأختام الرسمية، ونفس التسمية، وهي لمن لا يعلم ممنوحة للطرفين من قبل جهة رسمية واحدة تابعة للحكومة الجزائرية. ويبدو، ومن دون التقرب الكبير بقيادة »كناباست« أن هذا الوضع واحد من ضمن الأسباب الرئيسية التي جعلت هذه الأخيرة تقرر خوض إضرابها على انفراد، بعيدا عن تمييع المواقف والمطالب، التي ترى أنها أمانة في عنقها، ويتحتم عليها الوفاء للقوة التمثيلية الحقيقية، التي هي بحوزتها، ولا تنافسها في ذلك أية نقابة أخرى، ضمن قطاعات الوظيف العمومي.